نعم نحن بحاجة اليوم إلى أن نسمع مثل هذا الكلام من قادة دول الخليج بشأن الانقلاب الحوثي في اليمن، والخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة، نعم نحتاج اليوم إلى الاستماع إلى مثل تصريح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بالرياض بقوله «إذا لم ينته الانقلاب الحوثي سلمياً سنتخذ إجراءات لحماية المنطقة»، مثل هذا الكلام يحرك الغيرة والحماس ويصنع الشجاعة في نفوس الشعوب الخليجية التي تنتظر رد فعل أنظمتها على ما حدث في اليمن.إن الشعوب العربية متعطشة إلى مواقف حازمة من دولها ليس تجاه الحوثيين في اليمن فحسب، بل للموالين لإيران الذين تغلغلوا في صفوف قواتها العسكرية والأمنية ومؤسساتها الاقتصادية الكبرى ومؤسساتها الحكومية الحيوية التي منها يستغلون نفوذهم في السيطرة على كل ما في الدولة من خدمات كانت إسكانية أو جمركية أو تجارية أو اتصالات وغيرها، والتي منها تبسط  نفوذهم حتى لو كانوا قلة إلا أنهم سعوا للاستحواذ على المناصب العليا وفق استراتيجية مدروسة، كل هذا كان بسبب غفلة هذه الدول عن أخذ الحيطة والحذر بالتصدي للأطماع الإيرانية التي تعتمد سياستها على الشعوب الموالية لها في هذه الدول.وها هو حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني يقول بأن «تغير موازين القوى الذي تشهده المنطقة يصب في مصلحة الثورة الإيرانية، ووجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإسلامية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها عشرة أضعاف حزب الله في لبنان»، كما قال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني «إن بعض التنظيمات الإيرانية هذه هي أفعل من الدول»، وضرب مثلاً على ذلك كلاً من «حزب الله»، و«حماس»، وما أكثرها من تنظيمات انتشرت مثلها في دولنا، وما جمعية الوفاق في البحرين إلا واحدة من هذه الأمثلة، عدا التنظيمات السرية التي لم يحن الوقت لإعلانها.كما كشف تقرير نشر في فبراير 2013، يتحدث عن المخطط الإيراني ذكر فيه: «كشف الدبلوماسي الإيراني المعارض فرزاد فرهنيكان أن الأشهر القادمة ستكون مهمة وخطيرة على منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن خامنئي وافق على فتح جبهات لإنقاذ النظامين السوري والعراقي، ومنها قيام الحوثيين بهجوم على قوات سعودية لإشعال حرب خاصة، وإشراف المخابرات الإيرانية على تنفيذ علميات إرهابية دموية بمناطق شيعية عراقية في محاولة لإظهار أن ما حدث من احتجاجات بالعراق هي احتجاجات طائفية، وإرسال شباب من اليمن والسعودية والكويت وليبيا بطلب من قادة القاعدة المقيمين بإيران للمشاركة في حرب الثوار بسوريا ليتم على إثرها ضرب الجيش الحر على أنه جيش إرهابي»، والذي تم تنفيذه بالفعل إلا أن هجوم الحوثيين على قوات سعودية على الحدود استبدل بانقلاب في اليمن يمكن الحوثيين من الهجوم بنجاح أكبر حين تصل الإمدادات العسكرية الإيرانية من أسلحة وقوات، وها هي حرب دولية تضرب الجيش الحر بدعوى ضرب التنظيمات الإرهابية التي صنعتها إيران لإنقاذ النظام السوري، وهو الذي حدث بالفعل، إلا أن الدول الخليجية لم تقرأ ذلك أو لم تكن قادرة على رفض المشاركة في التحالف الدولي الذي دفعت إليه إيران وأمريكا، حيث أعلنت أمريكا بعدها عدم فعالية هذا التحالف. نعم نحن اليوم بحاجة إلى سماع هذا النوع من التصريحات التي تتحدى فيها دول الخليج إيران، ولكن قبل هذا التحدي على الأنظمة الخليجية أن تتحرى وتتقصى عن هذا الجيش الشعبي الذي أشار إليه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بوجود جيوش شعبية في بعض الدول، وبالتأكيد هي كذلك موجودة في دول الخليج إن لم يشر إليها صراحة، لأن هذه الجيوش الشعبية قيد الجاهزية وستخرج علناً حين يحين وقتها، وهذا التحري يتطلب جرأة في القرار، خاصة أن القضية لا تحتمل المجاملة أو التأخير أو الحساب لرد فعل المجتمع الدولي أو الأخذ في الاعتبار تقارير المنظمات الحقوقية الأجنبية التي تحسب لها بعض من الدول ألف حساب، وذلك كان سبباً رئيساً  لتوغل الجيش الشعبي الذي صرح بولائه لإيران علانية في بعض منها، ومنها البحرين التي خرج هذا الجيش الشعبي منها على شكل مظاهرات واحتجاجات كشفت عن ولائه للقنوات الإيرانية، وهذه الشعوب لن تتردد في أظهار ولائها في دولة أخرى، ولذلك يبقى الأهم اتخاذ الإجراءات لحماية المنطقة من الداخل قبل الخارج حتى لو انتهى الانقلاب الحوثي.