عنواني اليوم ليست كلمات مقدمة المسلسل البحريني الشهير طفاش ولا هو دلالة عن المسلسل نفسه بل هو تشبيه لموقف رأيناه وشاهدناه وحضرناه شخصياً مساء يوم الخميس الماضي في موقعة إستاد البحرين الرياضي التي جمعت منتخبنا الوطني للرجال لكرة القدم مع نظيره الكولومبي الذي كان يفتقد للاعب ريال مدريد " خيميس رودريجيز " والذي كان غيابه عن بعثة منتخب بلاده بداعي الإصابة بمثابة الرحمة للمنظمين ومستضيفي المباراة أو الجهة التي نظمتها فلو كان متواجداً لكانت الأمور أسوأ مما شاهدناه ورأيناه والمأساة ستكون مضاعفة فوجود " فالكاو " لاعب مانشيستر يونايتد كان كافياً لوقوع مأساة الخميس التنظيمية التي كشفت كثير من الأمور التي يجهلها البعض في العملية التنظيمية لأي حدث كان رياضياً أو غير رياضي يضم شخصيات عامة مشهورة " كفالكاو ورودريجيز ".فرحنا كثيراً يوم الخميس الماضي بأمور عديدة شاهدناها لكنّ أموراً تافهة كان بالإمكان تداركها قبل أن تحدث عبر حسن التنظيم والمتابعة الجيدة والدقيقة لكل الأمور أفسدت تلك الفرحة خصوصاً لنا نحن المنتسبين للجسد الإعلامي كذلك للجماهير الملتزمة التي حضرت من أجل الاستمتاع لا إثارة الفوضى كما شاهدنا في أرضية الملعب الأمر الذي أثار الاستياء الكبير لدى الغالبية وعلى رأسهم لاعبو المنتخب الكولومبي والجهازان الفني والإداري لدرجة إلغاء المؤتمر الصحفي بعد المباراة.أمور كثيرة أفرحتنا رأيناها بأعيننا أفسدها سوء العملية التنظيمية فكم هو رائع أن ترى هذا الكم من المصورين الرياضيين متواجدين ومجتمعين في حدث واحد لكن أن يزاحمهم أناس يحملون فقط بطاقات "مصورين " ولاعلاقة لهم بالتصوير سوى حملهم لهواتفهم النقالة والتصوير بها سواء خلف المرمى في منطقة المصورين أو بطريقة " السيلفي " فهذا أمر غير مقبول والصور خير شاهد.كذلك أفرحنا الحضور الجماهيري الكثيف في مدرجات الملعب بملئه الجهتين "يمين ويسار المنصة " وتغطية جزء كبير من المدرجات المقابلة للمنصة وحضوره في أجواء شبه ماطرة كان هو الأجمل لكن منظر الجماهير التي دخلت لأرضية الملعب وإحراجها لأمن الملعب بهذا الكم هو ماكان غير مقبول فقد أظهر الصورة غير الحضارية للبعض الذين دخلوا لأرض الملعب وأفسدوا فرحة من كان ملتزماً بموقعه في المدرج بانتظار صافرة النهاية ليلتقي بمن يعشقهم من اللاعبين علَّ وعسى أن يحظى بالحصول على توقيعه كما نرى في الملاعب الأوروبية.أمور كثيرة كان بالإمكان تداركها قبل وقوعها بالتنسيق الجيد والتنظيم الدقيق فهل من المعقول أن تُطرح على الساحة حوالي خمس وعشرين ألف تذكرة للجماهير ويتواجد في الملعب هذا العدد البسيط من رجال أمن الملاعب الذين حاولوا قدر المستطاع أن يسيطروا على الموقف لكن " الكثرة تغلب الشجاعة " فحالات نزول الملعب الفردية أثناء المباراة والجماعية بعد نهايتها كانت تفوق قدرته في السيطرة على الوضع فكان من المؤمل تواجد عدد أكبر من رجال الأمن في أرضية الملعب منتشرين في مقابل المدرجات تحسباً لأي موقف كما نشاهد في الدوريات العالمية، كذلك الأمر موصول لضياع المنظمين في العملية التنظيمية كون الحدث أكبر من المتواجدين مع احترامي وتقديري الشديدين لهم خصوصاً المتطوعين المتواجدين حيث كان من المفترض تأهيلهم بشكل أفضل وأكبر. عموماً هي تجربة مرت وانتهت لكن لايمكن أن يقفل دفترها دون الوقوف على السلبيات وتقييمها من قبل المسؤولين لتداركها في أي استضافة أخرى قادمة.