لعل من أبرز الممارسات النيابية اليوم التي تعد من صلب العمل النيابي، هو متابعة الإخوة النواب لعمل الوزراء، أو ما يسمى عرفاً «بالرقابة»، وهذه من أهم الأمور التي تتعلق بوظيفة النائب، سواء حضر هذا الفعل التشريعي عبر سؤال أو استجواب، وحين يختفي هذا السلوك الأساسي من حياة النائب تحت قبة البرلمان، فإنه سيظل مجرد ديكور ليس إلا.ربما يسأل بعض النواب الأعزاء الحكومة أسئلة حساسة ومثيرة وفي غاية الأهمية، في هذه الحالة، يمكن للمسؤول / الوزير المعني بالسؤال أن يجيب على تساؤلات النائب حول مسألة ما، ومن حقه أن يؤجل الإجابة حتى تكتمل الصورة لديه حين يعود وزارته مسترشداً المعنيين حول دقة المعلومة وحقيقة الإشكال للإجابة على كل التساؤلات في الجلسات القادمة، لكن أن يطرح النائب السؤال على الجهات الرسمية كفعل تشريعي رقابي محترم ثم يغط في نوم عميق، فهذا لا يمكن أن يكون مقبولاً في مجلس النواب، كما لا يمكن أن يصدر من نائب يعمل بصورة دقيقة داخل المجلس.حين يتراخى أعضاء المجلس النيابي عن متابعة أداء السلطة التنفيذية أو يغفلون عن عمد أو سهو لكل الإشكاليات والتساؤلات التي يطرحونها على الوزراء المعنيين بالمشكلة وعدم متابعتها، فهذا يعني أنهم لا يجيدون اللعبة البرلمانية، وبهذا أيضاً فإنهم يضيفون أعباء جديدة على المجلس، ويراكمون جبالاً من التساؤلات التي ليست لها إجابة!إن أهم ما يمكن أن يقال عن العمل الرقابي للمجلس التشريعي هو المتابعة الحثيثة واللصيقة لما بعد السؤال، وليس في طرح السؤال نفسه ومن ثم الهروب منه. فهذا السلوك البعيد عن المهنية غير قادر على وقف التجاوزات أو الأخطاء التي تصدر من بعض المسؤولين أو من مؤسساتهم، خصوصا حين يعلم المقصر منهم أن المراقب لا يتابع أداءه باحترافية أو يتعامى عن مواصلة ما بعد السؤال أو الإستجواب.الكثير من المواطنين الذين يشكون أداء مؤسسات الدولة للإخوة النواب لا يجدون الجدية المطلوبة منهم، بل إن بعض المواطنين يؤكدون أن سؤالاً / استجواب بعض النواب للمسؤولين الرسميين لا يتعدى أن يكون فرقعة إعلامية أو مجرد مظهر من مظاهر البروز الإعلامي، وبهذا تميع الأسئلة مباشرة بعد طرحها ويضيع المطلوب.نحن اليوم نقول، وقلناها منذ البداية، إن مشكلة الكثيرين من النواب لا يعرفون طبيعة العمل النيابي حتى الآن، ولا يعرفون متى يسألون ومتى يتفاعلون ومتى يسكتون ومتى يراقبون وكيف يشرعون، فهم وصلوا إلى المجلس بأصوات الناخبين وليس بكفاءاتهم الذاتية، كما أن الكثير منهم لا يريدون أن يطوروا من قدراتهم ومن كفاءاتهم فيما يخص العمل النيابي، فاكتفوا بالراتب!حين يعجز النائب عن إدارة شؤون الوطن من خلال دوره النيابي، فسيكون عن اتخاذ الفعل المناسب للقضايا الدولية والإقليمية التي لها علاقة بالمنطقة وبمصير الوطن ومستقبله أعجز، وهذا هو الذي قرأناه ولاحظناه في آخر الأيام عبر «بياتهم الشتوي» المؤسف
متى سينتهي «البيات الشتوي» للنواب؟!
Opinion
متى سينتهي «البيات الشتوي» للنواب؟!
30 مارس 2015