«ليس أعظم من أن تصحو على وطن شجاع».. كنت أتمنى أن يعود لي فضل كتابة هذه الكلمات، لكنها في الحقيقة للروائي السعودي أحمد أبو دهمان، والذي اختزل كل الكلمات ولخص كل المشاعر وعكس كل الرؤى والأفكار وقدم معنى غير منقوص لما نحس به في هذه اللحظة بالذات، لا يمكن أن نقف على شرحه، لأنه قد يطول، ولكن يمكن تلخيصه في كلمتين: وطن شجاع.وكم أنت قوي أيضا أيها الوطن.. ربع ساعة كانت تكفي لتجهض الحلم الصفوي بعودة الإمبراطوريتين الأخمينية والساسانية الفارسيتين، وضياع جهد أربع سنوات لابتلاع دول الخليج، ولتكشف حقيقة «البعبع» الفارسي والذي استقوي واستأسد على أساس من قوميتها الفارسية، فابتلع العراق وعاث في سوريا وجير لبنان لصالح أجندتها عبر حزب الله و«سيد الجحور»، ودعم عملائه في البحرين السائرين بوجه مكشوف ودون خجل في ركابه وتربصاته وتأييده ومناصرته في كل عدوانه وجبروته، وتجرأ على حدود السعودية عبر عناصر الحوثي السائر علناً في ركبه، بأن وفي حقيقة الأمر ليس أكثر من بطل من ورق بمجد من ضباب‎، وأن جنرالاته وعلى رأسهم رحيم صفوي وقاسم سليماني دمى وأراجوزات، وأن أسلحته وترسانته وصواريخه «فوتو شوب»، تماماً كالصاروخ الذي أرسله إلى الفضاء وبداخله القرد «أبوشامة» والذي وحين عاد الصاروخ تبدل ذلك القرد -بقدرة قادر- بآخر بدون «شامة»!!كله كذب في كذب ولا حقيقة إلا ما تصنعها الجيوش الخليجية الآن في معركة استرداد الكرامة التي بعثرتها ملالي قم في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين بفضل عملائها وماسحي جوخها..خلاصة القول؛ القط الشيرازي كان في حاجة إلى تقليم مخالبه «وتعريفه» بحجمه الحقيقي، وهذا بالضبط ما فعلته المملكة العربية السعودية، ولا بأس، ستتبدد حتماً سكرة الموهومين والمغرمين الخليجين بإيران، وسيقتنعون إن آجلاً أو عاجلاً أنها لا تعدو أن تكون فقاعة صابون، لا تبقي ولا تحمي ولا تناصر حليفاً، وأن زعاماتها السياسية متحولة عابثة خادعة ماكرة وغاصبة ومحتلة، تعيش وتقتات على الفتن لتحقيق أحلام ثورتهم الطائفية.ودون مقدمات طويلة وبعيداً عن المناكفة السياسية، ليس من الحصافة والمبالغة في شيء حين نقول إن «عاصفة الحزم» أعادت رسم خارطة القوة الجيوسياسية في المنطقة، مع تبدل المعادلات والمهام وبروز المملكة العربية السعودية كقوة مستقلة وحرة، تعد الأقوى تسليحاً في الشرق الأوسط، إذ يبلغ عدد القوات المسلحة 227 ألف رجل، بينهم 75 ألفاً في القوات البرية و13500 في القوات البحرية و20 ألفاً في سلاح الجو و2500 عنصر في قوة الصواريخ الاستراتيجية ومئة ألف رجل في الحرس الوطني، كما يملك سلاح البر 600 دبابة ثقيلة بينها 200 دبابة «أبرامز»، و780 مدرعة خفيفة و1423 ناقلة جند، أما سلاح الجو فيملك 313 طائرة مقاتلة لاسيما طائرات «أف 15» و«تورنادو» و«يورفايتر تايفون»، إضافة إلى مروحيات.والأمر الأهم هو وجود قيادة سياسية لديها قيمة واعية في فهم المتغير السياسي، ونضج كاف في إدارة المشهد السياسي ومعطياته بما يناسب قدراتها ومكانتها ومصالحها، وسياسة ثابتة لا تبنى على انفعالات، ولا ردود فعل غير محسوبة، ولا مغامرات طائشة، بل تتعاطى مع كل موقف سياسي بكل جدارة تقودها نحو تعزيز سياستها الثابتة، وتكريس ثبات سياستها بما يتوافق مع مصلحة جيرانها وأشقائها العرب، وقد أثبتت المملكة وخلال السنوات الأربع الماضية، حضورها في الساحات الإقليمية والدولية، واستطاعت أن تملأ الفراغ المصري (المؤقت) الذي تراجع نتيجة تداعيات ما يسمي بـ«الربيع العربي». اليوم من المهم أن تفهم أمريكا والغرب وليس فقط إيران، الرسالة من وراء «عاصفة الحزم» وأن تعيد قراءة الرسالة بتمعن وفهم، والمقصود من ورائها، بأن النظام الخليجي لم يتهلهل للحد الذي يدفعكم للبحث عن بديل متمثل في إيران، بل ولد من جديدة بقيادة سعودية، وهو نظام أهم سماته أنه يفرض على واشنطن قبل طهران الندية والاحترام المتبادل للسيادة، وإعادة ضبط مؤشر الساعة بتوقيت الرياض، وعلى إيقاعات المصالح المشتركة، وضمن مفهوم خليجنا واحد ومصيرنا واحد. اللهم عليك توكلنا وعليك أنبنا وعليك بالخونة وأرنا فى اليمن يوم عزة وشرف وكرامة وقر أعيننا بنصر مؤزر قبل القنوط..