بالفعل نحن بحاجة إلى أخبار تفرحنا وتسعدنا وتمدنا بالتفاؤل، وتحفز الأمة العربية بعد «عاصفة الحزم» بأن تنظر من جديد إلى قوتها وإرادتها، وتجعل من عملية عاصفة الحزم الفجر الجديد تفخر الأجيال القادمة من هذا العزم والحزم من أمة لا ترتضي إلا القمم، فالأمة العربية تتحد اليوم، ونرجو من هذا الاتحاد أن يدوم إلى الأبد حتى تتحرر فلسطين والعراق والأحواز وسوريا ولبنان واليمن وجزر الإمارات من يد المغتصب وتكتمل فرحتنا وترجع قوة العرب كما كانت وكما كنا نسمع ونقرأ عنها في كتب التاريخ.فكم نحن متعطشون لانتصارات هذه الأمة وأن نفتخر بحقيقة مطلقة بأننا خير أمة أخرجت للناس، فالتاريخ العربي البعيد كان يقر بالوحدة العربية ووحدة القبائل في ما بينها، قبل أن تصيب هذه الأمة حالة من الإحباط ما جعل كل دولة تفكر في حدود أرضها فقط تاركة فيروس الاستعمار بأشكاله يهاجم عصب الأمة العربية، فكان ما كان. اليوم وبعد عاصفة الحزم، أجزم للعالم أجمع بأن الدول العربية قادرة بأن تقود العالم بعد الوحدة العربية، وأن تحرر دولنا العربية من الصهاينة ومن الفرس، وأن تضع حداً للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد، فضعف العلاقات الأخوية الجادة بين الدول العربية هو ناتج عن تأثير بعض الدول الأجنبية الكبرى على سياسات الدول العربية والعلاقات في ما بينها، كما أن التعثر في الوحدة الخليجية والعربية أتى من تدخل قوة خارجية تريد من هذا الاتحاد أن يفشل وألا تتحقق الوحدة الشاملة، فمتى ما استمعنا للشيطان الأكبر كانت الفرقة والضعف والإهانة للأمة العربية.اليوم، باركت الدول الكبرى أيضاً مساعي وأهداف عاصفة الحزم، بعدما شاهدت عزم الأمة العربية بأهمية بتر المد الإيراني للدول العربية واجتثاث الإرهاب الفارسي من كيان هذه الأمة، ولولا عزم العربي لما دعمت هذه الدول عملية عاصفة الحزم، ولكان التدخل الأمريكي والأوروبي على أبواب دول الخليج بأبسط حجة ألا وهي حجة مسمار جحا «حقوق الإنسان».بعد نجاح عملية عاصفة الحزم بكل معاييرها، على دول الخليج والدول العربية الضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن الخليج، والدول العربية عليها أن تؤدب إيران وتدخلها السافر والمتبجح في شؤون البحرين والدول العربية، عليها وضع حد لميليشيات إيران الإرهابية التي زرعت الفوضى في كل مكان وتهديد أمن دول الخليج، فهؤلاء يحتاجون إلى رادع قوي فوري حتى تهرب الفئران إلى جحورها. وأن تحاسب كل دول العالم قبل أن تتفوه بكلمة واحدة تنتقد فيها الشؤون الداخلية كما فعلت السويد للشقيقة المملكة العربية السعودية، وكان رد الأخرى درساً للجميع. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي معروف بأنه يختتم خطابه في المؤتمرات وما شابه بـ»تحيا مصر»، ولكنه اختتم كلامه هذه المرة في مؤتمر القمة العربية الـ26 الذي انعقد في شرم الشيخ بـ»تحيا الأمة العربية» وذلك لبث الروح الوطنية الواحدة بين العرب لما للحدث من أهمية عظمى بعد عملية عاصفة الحزم. ونحن جميعاً نردد «تحيا الأمة العربية» بتعاضدنا وبقوتنا وعزمنا وحزمنا، رحم الله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود حينما قال «الحزم أبو العزم أبو الظفرات والترك أبو الفرك أبو الحسرات»