في عالم السياسة هناك قضايا تحتاج لسرعة التحرك ومراعاة عامل الوقت دون طبخها «دبلوماسياً» على نار هادئة، وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، وكثير من المواقف والأزمات التاريخية أثبتت أن استغلال عامل الوقت هو النقطة الفارقة في مجرياتها وأحداثها، وفي كثير من المحطات لابد من معالجة المسائل بطريقة المثل الشعبي «اتغدى فيهم قبل لا يتعشون فيك».عاصفة الحزم جاءت لحزم الأوهام الإيرانية من المنطقة، وتحديداً شبه الجزيرة العربية، ولتوجيه رسالة بأن العرب والمسلمين عندما يحزموا مواقفهم فإن الجميع أمام قوتهم سيحزم مخططاته وأوهامه ويعيد مراجعتها.جاءت هذه العاصفة بعدما طغى الحوثيون في اليمن وأخذت التلميحات الإيرانية تخرج بتهديد أمن المملكة العربية السعودية، بل وصل الغرور بهم إلى التلميح باحتلال مكة المكرمة، وكثير من المحللين السياسيين وجدوا أن هناك مخططات تدار لإشغال المملكة العربية السعودية التي تعد العمق الاستراتيجي الأمني للبحرين والخليج العربي بصراعات وحروب، ومانع البعض الانجرار وراء هذه الحرب، إنما المشهد الواضح أنه لم يعد هناك خيار بالأصل أمام المد الحوثي باليمن وأهمية تدارك هذا البلد حتى لا يتكرر مطب العرب في العراق الذي ضاع منهم.من يقول إن عاصفة الحزم هي انقلاب على شرعية اليمن نقول له وجماعة الحوثيين الذين قادوا انقلاباً مسلحاً أسقط القتلى ومئات الجرحى، بل واختطف العشرات من المتظاهرين في صنعاء وتعز الذين خرجوا للتظاهر تأييداً للرئيس اليمني هادي، ما تصنيفه؟ ألا يعني اقتحام الحوثيين للقصر الرئاسي وإصدار إعلان دستوري دون توافق مع القوى السياسية هو انقلاب على الشرعية وفض للديمقراطية؟ الرئيس اليمني السابق علي صالح الذي تآمر مع الحوثيين ودعم مخططاتهم واحتلال مقر الأمانة العامة للحوار بصنعاء وطرد الموظفين منه؛ اليوم يأتي للمطالبة بالحوار، هذا الموقف بالضبط لابد أن يذكر القارئ بحوثيين البحرين، الذين تجاهلوا دعوات الحوار وكسروا جامعة البحرين واحتلوا مستشفى السلمانية وأسروا عدداً من المواطنين والآسيويين وأوقعوا قتلى وجرحى، وجاء درع الجزيرة لحزم الأمور، فلما وجدوا أن الأمور ليست في صالحهم عادوا للمطالبة بالحوار؛ ما شاء الله التاريخ البحريني يعيد نفسه في اليمن، تعددت الانقلابات وسيناريو الحوار واحد.من يحاول تضليل الحقيقة والادعاء بأن ما جرى في اليمن قبل عاصفة الحزم كانت ثورة شعبية نفند كلامه بالقول؛إن كان هذا صحيحاً فلماذا رفع الشعب اليمني صور قيادة المملكة العربية السعودية وشعارات تؤيد عاصفة الحزم؟ لماذا ابتهج الشعب اليمني بهذه العاصفة؛ ومعهم كبار القبائل والعشائر اليمنية وأبدوا تعاونها؟ من يصرح بأن من يرضى بالحرب على اليمن فهو شريك فيها نقول له الحرب بدأت من انقلاب الحوثيين وتهديداتهم والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.عاصفة الحزم جاءت لإعادة اليمن إلى اليمنيين وتحريرها من الهيمنة الإيرانية؛ صنعاء عربية وستبقى عربية، ومن خطط لتحويلها إلى قوة إيرانية بالمنطقة وتصدير الإرهاب منها حان الوقت لحزم نفسه منها ومغادرتها، الشعب اليمني لا يختلف عن بقية الشعوب العربية المتمسكة بشرعية بلادها وعروبتها، ومن يحاول تضليل حقيقة الشعب اليمني فهو عميل لإيران.- إحساس عابر..تعلمنا من عاصفة الحزم أن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف، وأن اليمن لليمنيين وليست لعملاء إيران، وأن بعض الأبواق الإيرانية بالمنطقة التي صرحت مؤخراً: «أين الدليل على أن اليمن محتل من إيران؟» يبدو أنها تتعاطى القات أثناء إدلائها بتصريحاتها.