من المهام الرئيسة للصحافة هو الإعلام والأخبار من أجل توعية القارئ بما يدور حوله، ولكن هناك مشاهدات في صحافتنا المحلية بدأت تسيء للصحافة وتجعلها صحافة أقرب إلى الصحافة الصفراء. وهنا أتحدث تحديداً عن صفحة الحوادث والقضايا، حيث إن عرض تفاصيل بعض الحوادث والجرائم بدأ يأخذ منحنى قصصياً درامياً يخدش الحياء، وعلى سبيل المثال سأنقل لكم نصوصاً من جرائم نشرت في صحافتنا المحلية ليوضح للرأي العام كمية اللاأخلاقية في الطرح. الخبر الأول ذكر يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «سجن مدرس يعتدي على عرض طالبين»، وورد حرفياً في تفاصيل الخبر، وأعتذر عن الإسفاف في تكرار المصطلحات، «تبين من التحقيق أن المدرس أثناء قيامه بتدريب المجني عليهما في ورشة الميكانيكا يقوم المدرس بتحسس الأعضاء التناسلية لهما كما تلمس فخذيهما وكان يقبلهما، فضلاً عن إخراج عضوه التناسلي لهما وطلب منهما الإمساك به»، أكرر اعتذاري مرة أخرى، وسأكتفي بهذا الحد لأن التفاصيل المذكورة في القضية لا تتناسب مع المنظومة الأخلاقية التي تربيت عليها.وأسرد لكم وقائع قضية أخرى لأب يعتدي على عرض ابنته الصغيرة طوال 7 سنوات، وورد في الخبر حرفياً «أشارت المجني عليها أن والدها كان يطلب منها أن تحضر إلى غرفة النوم ويأمرها بمداعبته وأن تتوجه إلى الحمام أو تقوم بعمل حركات مثيرة أمامه، وبعدها يعتدي على عرضها..». وفي حادثة متكررة من حوادث المدارس، ونقلاً عن خبر ورد في الصحافة المحلية عن طالبين اعتديا على عرض آخر في المدارس ورد حرفياً في الخبر «.. توجه المجني عليه لشرب الماء أثناء الحصة الثانية، وأثناء ذلك حضر كل من المتهمين وقاما بسحبه بالقوة من يده، وأخذاه إلى الساحة الرياضية الخلفية؛ وهناك قاما بإنزال سرواله فيما قام الثاني بتعريته من ملابسه الداخلية واعتديا على عرضه لواطاً مما عرضه للإسهال عقب الحادثة». طرح سطحي للقضية بأسلوب يتناسب مع أساليب الصحافة الصفراء، حيث اهتم الخبر أن يطلعنا على تفاصيل الاعتداء بأسلوب وضيع وتفاصيل مقززة دون أن يستنكر الخبر حدوث هذه الجريمة في مدارس البحرين وخلال الدوام المدرسي وفي ساحة مكشوفة، وكأن المدرسة في العراء وخالية من الطلبة والمدرسين وكاميرات المراقبة؟!كلنا نعرف أن الصحيفة سواء كانت ورقية أو إلكترونية ممكن أن تقع في يد أي طفل أو حدث، بل إنني أعتقد بأن الصحيفة هي من أهم وسائل التوعية للفرد في جميع الأعمار، ولكن في ظل وجود تفاصيل «لا مسؤولة» كالتي ذكرتها سالفاً باتت الصحيفة اليومية أداة من أدوات الإسفاف الأخلاقي. القارئ لا يهمه تفاصيل التحرش الجنسي بقدر ما تهمه العقوبة المترتبة على هذا الفعل، وقد ذكرت مراراً وتكراراً ضرورة تكثيف العقوبات في هذا الجانب لتكون رادعة وليس مجرد نشر لتفاصيل لا أخلاقية لا تهم القارئ. فمن يصدق أنه حكم على الأب المريض نفسياً والذي قام بالاعتداء على ابنته طوال الـ7 أعوام بثلاث سنوات فقط.بينما حكم على المدرس الذي استغل براءة الأطفال من ذوي الإعاقة لمدة 10 سنوات فقط. أخبار كثيرة تطالعنا فيها صفحات المحاكم والحوادث في الصحف المحلية مليئة بالتفاصيل التي تخدش الحياء وعقوبات مخففة لا تغني ولا تسمن من جوع. - رسالة إلى سيدي رئيس الوزراء..وصلتني رسالة من أبناء سيدة تعاني من ورم في المخ يناشدون صاحب اليد البيضاء سيدي رئيس الوزراء بالتكفل بسفر والدتهم للخارج لتلقي العلاج اللازم.