شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جلسة مجلس الوزراء 9 مارس 2015م على أن «أمن دول المجلس وأمن اليمن كل لا يتجزأ»، وكالصدى لذلك؛ أكد وزراء الداخلية الخليجيون في 22 مارس 2015م ذات المضامين، وفي كلمته أمام مجلس الشورى السعودي 31 مارس 2015م قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل؛ إن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي. وحتى لا نغرق في مقدمات؛ نشير فقط إلى أن أحداً لم يحتف بمبدأ العلاقات الدولية هذا الذي أعلن ارتباط أمن اليمن بأمن الخليج بالدرجة التي تليق به؛ ربما لأنها بديهية، وفي تقديرنا لم يصدر هذا التأكيد على شكل مبدأ «Doctrine» الآن إلا لاحتمالات أخرى غير مرصودة الآن في المشهد اليمني، وهو مشهد كامن في كل شارع خليجي إذا استمرت طهران في التبجح بعدد العواصم العربية التي تحتل لتجعل الهزيمة النفسية مقيمة بيننا، ولتتسع مساحة عدم التيقن من القدرة على وقفهم، كما سيكون هناك من يتساءل إن كانت هذه مؤشرات لموقف سعودي جديد، أم أنه تصريح من سعود الفيصل لرجل دبلوماسي تذخر مفرداته بالوعد والوعيد أو الحشد المعنوي لعاصفة الحزم!وفي تقديرنا إن تلقائية ربط أمن اليمن بأمن الخليج لا تعني عدم ثقلها؛ فالجمل التلقائية لا تعني بساطتها قصر رؤيتها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها صادرة من ملك ومن وزراء داخلية ومن رجل الدبلوماسية الأول بالمملكة، وعلينا أن نشير إلى أن قيمة مبدأ سلمان بن عبدالعزيز «Salman Doctrine» لا يمكن تقدير ثقله إلا بالرجوع للمماثل له من مبادئ العلاقات الدولية، خصوصاً الأميركية التي ترتبط بالخليج؛ كمبدأ أيزنهاور «Eisenhower Doctrine» 1957، وفيه تعهد إن بمقدور أي بلد أن يطلب المساعدة وعون القوات المسلحة الأمريكية إذا ما تعرضت للتهديد. ثم مبدأ نيكسون في 1969م؛ الذي تشجع واشنطن فيه بلدان العالم الثالث على تحمل مسؤولياتها، وكان مظهره في الخليج تأكيد دور لإيران والسعودية، بسياسة الدعامتين لحفظ أمن الخليج، ثم مبدأ كارتر Carter Doctrine» 1980» كرد فعل على الغزو السوفياتي لأفغانستان، والذي يعتبر أن أي محاولة تقوم بها أي قوة خارجية للسيطرة على الخليج العربي ستعتبر هجوماً ضد المصالح الأمريكية، وسترد عليها بكل الوسائل، بما فيها استخدام القوة المسلحة.إن مبدأ سلمان ليس سابقة في العلاقات العربية / العربية، فاليمن في خاصرة السعودية والخليج، حيث يشبه مبدأ كارتر الذي ربط أمن الخليج بالأمن القومي الأميركي في أمور عدة منها:- إن أمريكا دولة عظمى لديها مبررات لحماية مصالحها وتملك القدرة للقيام بذلك، والسعودية أيضاً دولة كبرى بمقاييس إقليمية، بدليل ثقلها السياسي.- كما يقترب مبدأ سلمان من مبدأ كارتر بوجود القوة العسكرية، حيث تم إنشاء قوة الواجب المشتركة للتدخل السريع في عام 1979م ويجري إنشاء قوة خليجية مشتركة للتدخل السريع بناء على قرار قمة مجلس التعاون الـ 30، كما أن هناك القوة العربية المشتركة التي أقرت في شرم الشيخ.- وقد تم تحريرالكويت 1990م من صدام بناء على مبدأ كارتر، وبمبدأ سلمان يتم تحرير اليمن من النفوذ الإيراني بقصف الأطراف الحوثية ومن معها.- وإن مبدأ سلمان لصالح اليمن، فسيحفظ أمنه كما حفظ مبدأ كارتر أمن الخليج طوال 35 عاماً.لقد كانت «عاصفة الحزم» الذراع الطويلة لمبدأ سلمان بن عبدالعزيز، ففي الوقت الذي تسعى فيه إيران لتكون مركز ثقل الإقليم دون سند واضح؛ فإن الرياض قادرة على نسج شبكة علاقات إقليمية ودولية ناجحة بالإضافة إلى قدراتها الاقتصادية، وإن «مبدأ سلمان» ما هو إلا مدخل لعودة القوة لمراكز الثقل الحقيقية، ولتظل الرياض أقوى الكيانات الفاعلة، حيث لا يبقى إلا خلق الآليات السياسية والعسكرية لتحقيق هذا المبدأ.
Opinion
مبدأ سلمان بن عبدالعزيز «Salman Doctrine»
08 أبريل 2015