أوباما كلما تحدثت أثرت حفيظتنا أكثر، كلما نسينا إساءتك للبحرين وإساءتك للمنطقة، تتحدث فتعيد الاستياء للواجهة وتزيدنا حنقاً.. أوباما رأفة بمصالح أمريكا اصمت، دع بعضاً مما تبقى من تلك المصالح للقادمين من بعدك ليعيدوا ترميمها.تفسيرك وفهمك لما يدور في منطقتنا لا يزيد عن فهم مخرج هوليودي مبتدئ فاشل لم يغادر حدود ولايته طوال حياته يكتفي بغطاء المائدة الأبيض يربطه بحبل ويضعه على رأس ممثل أسمر ليصنع شخصية عربية تلعب دور زير النساء والغبي الذي لا يفهم، هكذا أنت بعيد كل البعد عنا وعما يقلقنا.دعوت رؤساء دول مجلس التعاون من جهة لتطمئنهم ومستشارك صرح بأنك ستدافع عنهم لو هاجمتهم إيران ثم أطلقت تصريحات نسفت فيها الدعوة من جذورها وقصفت بها جبهة مستشارك وبينت مدى جهلك بما يدور في منطقتنا. قلت بأن على رؤساء دول مجلس التعاون ألا يقلقوا من إيران، بل عليهم أن يقلقوا من «الساخطين في دولهم» ولعلمك يا أوباما أن الساخطين في كل مكان وأولهم في أمريكا والسود الذين أنت منهم ساخطون أكثر مما تظن، فهم أكثر الفئات الساخطة أم أن وصولك للبيت الأبيض أنساك هذا الواقع؟وعموماً سخط أي فئة في أي دولة ليس مشكلة بحد ذاته وليس هناك سخط لا حل له، دائماً للساخطين حلول، إنما هل يجيز أوباما «للساخطين» الأمريكيين السود أن يلجؤوا لروسيا مثلاً لحل مشكلتهم مع العنصرية المتأصلة في النظام الأمريكي؟ أم يجيز لهم أن يلجؤوا للأمم المتحدة وللمنظمات الحقوقية لأن النظام المحلي لم ينصفهم؟ أو يجيز لهم أن يعلنوا أن القانون الأمريكي تحت حذائهم لأنه ليس على مزاجهم وأن يطالبوا بتطبيق المعايير الدولية على شرطة الولايات التي تتعرض لموجات اعتراض واسعة؟!!كل سخط له حل إلا سخط الخيانة وسخط ازدواج الولاء وسخط التآمر، فهذا السخط لا يختلف اثنان على كيفية مواجهة أي دولة له، إن كانت الدولة هي أمريكا أو كانت إحدى دول مجلس التعاون، هو تعامل واحد وقانون واحد يحكمه قانون الخيانة العظمى، وأعتقد أن قانون «الباتريوت» الذي منح دولتك التي تحكمها صلاحيات مسحت بحقوق الإنسان الأرض من أجل حماية أمنك القومي ليس ببعيد وتعامل التعامل الأمثل مع «الساخطين» من الأمريكيين وغير الأمريكيين، ولم تكترث دولتك بكل سخط العالم على ما مارسته دولتك من أجل حفظ أمنها، بل إنه خلق موجة سخط عالمية على دولتكم ومع ذلك لم تعبأ أمريكا بالساخطين حين يكون الأمن القومي على المحك.. فرجاء لا تحدثني عن السخط.تصريحك وتصريح مستشارك يدل على أنكما أبعد ما يكون عما يدور في منطقتنا، أتقول إنك ستدافع عنا إن هاجمتنا إيران؟ إيران هاجمتنا من زمان حين كنت تتبادل رسائل الغزل مع مرجعياتها، وما يدور في لبنان والعراق واليمن والبحرين والسعودية والكويت واليمن ليس مرده سخط الساخطين، بل مرده هجوم إيراني على دول مجلس التعاون بعملائها، هؤلاء ليسوا «ساخطين» هؤلاء «مؤمنون» مطيعون لوليهم الإيراني الفقيه حصان طروادة لإيران، هم أخطر علينا من القنبلة النووية التي تتباهى بتفكيكها، وعدم إدراكك لهذا الواقع يجعلك تتحدث في الفضاء ولا أحد يسمعك لهذا لا تعني لنا «تطميناتك» شيئاً، بل بالعكس تزيدنا قلقاً، كلما تحدثت بللت الطين ماء أكثر.أقسم بالله لو وجهت لي أنت بالذات الدعوة لرفضتها بعد هذا الفهم القاصر ولما شرفني قبول دعوتك.#عاصفة_الحزم