أمسكنا أقلامنا عن التعرض لجمعية تجمع الوحدة الوطنية أثناء الانتخابات البرلمانية، لأنه كان من المؤكد بأن الجمعية لن يحالفها الحظ في أي منطقة، لكن اليوم وبعد فشل الجمعية الذريع في الانتخابات، لا بد أن نرد على تصريح عضو الهيئة المركزية لتجمع الوحدة الوطنية المنشور في 12 أبريل 2015، على إثر جوابه عن أسباب فشل الجمعية في إيصال أي مرشح من قائمتها إلى المجلس النيابي أو البلدي بقوله «إن واقع الناخب البحريني لا يعطي صوته للجمعيات السياسية، لعدم امتلاكه وعياً بالحياة الحزبية باستثناء التي تملك جناحاً خيرياً ودعوياً».نقول له إن الناخب البحريني هو من أوعى الشعوب العربية بالحياة السياسية، ووقفته في الفاتح وعند دوار الساعة وساحة الشرفاء هي أكبر شهادة على هذا الوعي، ولكن مع الأسف هذه الجمعية خذلت المواطن، عندما اشتركت في الأهداف وتلاقت بعدها مع جمعية الوفاق، وخير دليل رؤيتها السياسية، وتقريرها السياسي السنوي الذي أصاب تجمع الفاتح بإحباط كبير جعله يتبرأ منها، وأما قوله إن المواطن يعطي صوته للجمعيات التي تملك جناحاً خيرياً ودعوياً، فهذا اتهام آثم لهذا المواطن الشريف الذي أسس بصوته هذه الجمعية، وذلك عندما يصفه بأنه يبيع صوته للجمعيات الخيرية، أما بالنسبة للدعوي، فبالطبع أن المواطن البحريني هو مسلم متدين، ولكن ليس بجهل وإنما عن وعي، ودليل ذلك أن بعض الجمعيات السياسية الدعوية فقدت جماهيرها عندما تخلى أعضاؤها عن أهالي المنطقة، وجلسوا على كراسٍ عالية لا يستطيع أن يصلها المواطن بقدمه، أي أن المواطن البحريني يعبر عن عدم قبوله بعزل الجمعيات عن حياته السياسية أياً كان نوعها كما فعل مع جمعية الوحدة الوطنية عندما أخفقت في تمثيله، ونقول لهذا العضو بأن من أهم أسباب فشل جمعيته في الانتخابات هي الإنانية والحسد وحب الاستئثار، كاستئثار أخوان يوسف لمحبة والدهم دون أخوهم يوسف، الذي دفعهم للتخلص من يوسف بالاتفاق على هلاكه.الجميع يعلم أن شارع الفاتح لا يمكن تسييره ولا جره كشارع الوفاق، ولا يبيع ولاءه لأي جمعية ولا أي مرجعية، لأن هذا الشارع مرجعيته الأولى الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وولاؤه التام لولي أمره، وهي أهم الأسباب التي تجعل هذا الشارع يفر من أي جمعية تدخل في نيتها صيغة رؤيتها خلاف رؤيته بأن اختيار رئيس الوزراء هو من صلاحية جلالة الملك دون غيره، كما أن هذا الشارع يرفض التلاقي مع أي هدف من أهداف الوفاق، وحتى إن تلاقت في المتطلبات المعيشية، لأن هذا الشارع يرفض المساومة على مبادئه مقابل منافع ومصالح معيشية، فهذا الشارع لديه وعي سياسي وإدراك لا يملكه أي من منتسبي جمعية الوحدة الوطنية، والذي بسبب هذه الإدراك انفضوا عنها.ونقول لهذه الجمعية، من رئيسها وأعضائها، إن هذه الجمعية ميتة منذ ولادتها، وذلك عندما أخطأ اختيار جوقتها، وحصرها في شخصيات استبدادية لا تسمع إلا صوتها، ولا تنظر إلا إلى مصالحها، والتي حالت هذه الجوقة دون وصول شخصيات سياسية لها قبول في الشارع إلى مناصب قيادية في الجمعية، لأنها تعلم تمام العلم بأن هذه الشخصيات ستلعب دوراً سياسياً متميزاً يغطي على وجودها، ويحجب عنها الفرصة في المساومة، لأن هذه الشخصيات السياسية عرفت بوطنيتها وإخلاصها غير المشروط.نطالب جمعية تجمع الوحدة الوطنية أولاً بإغلاق، لن نقول مقرها، إنما الاكتفاء بفيلا واحدة من باب عدم الإسراف والتبذير في المال العام، لأن منظر مقريها يثير السخط في نفوس أهالي المنطقة، حين يكون هذان المبنيان الفاخران مقابل وقفة تجمع الفاتح، كما نطالبها بإعادة النظر في رؤيتها السياسية المخالفة لرؤية تجمع الفاتح، كما نطالب رئيس الجمعية أيضاً بإبعاد الشخصيات التي ليس لها شعبية، وعرفت أنها شخصيات تبحث عن مصالحها، وهو يعرفهم تمام المعرفة، ثم الكف عن السعي للحصول على منافع من الدولة بدعوى مقابل جهودهم، فهم يا رئيس الجمعية لم «يعكوا» الناس على ظهورهم إلى الفاتح.طبعاً هذا الطلب لن يلاقي آذاناً صاغية، لأن هذه الجمعية قد تكون لها حسابات سياسية خاصة ليس لها علاقة بمصلحة وطن ولا مصلحة شعب، بل هي مصلحة جوقة لن يتم استبدالها ولا إبعادها، لأن هذا الأمر يحتاج إلى حزم وقرار جريء قد لا تملكه رئاسة الجمعية.