بلادي اليمن، محاصر من قبل الميليشيات الحوثية المتطرفة التي تنفذ حملة رعب ودمار يغذيها الدعم السياسي والعسكري الذي يوفره لها النظام الإيراني الذي ينتابه هوس بسط هيمنته على المنطقة. لا جدال في أن الفوضى التي يعيشها اليمن اليوم وجدت لها دافعاً في تعطش إيران للسلطة وطموحها في التحكم بالمنطقة برمتها.إن الهجمات التي ينفذها الحوثيون هي أعمال عدوانية لا مبرر لها تستهدف الشعب اليمني وحكومتي التي تتمتع بالشرعية الدستورية. كما أنها تستهدف النيل من سيادة اليمن وأمنه.المتمردون الحوثيون هم دمى بأيدي الحكومة الإيرانية التي لا تكترث بمصير اليمنيين العاديين. ما يهمها فقط هو بسط هيمنتها على المنطقة. باسم كل الشعب اليمني أدعو المتسببين بالفوضى في اليمن للاستسلام والتوقف عن خدمة طموحات الآخرين.لم يفت الأوان بعد لكي يتوقف التدمير الذي تتعرض له بلادي. مكان الحوثيين هو طاولة المفاوضات وليس ساحات المعارك التي يرهبون من خلالها مواطنيهم.طموح الحوثيين يجب أن ينصب على بناء اليمن الآمن والمستقر. ولا يجوز أن يُمنع اليمنيون من سن دستور بلادنا وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وصولاً إلى تشكيل برلمان انتقالي يمثل فيه الشمال والجنوب تمثيلاً عادلاً فضلاً عن تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وهي الآلية التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة باعتبارها سبيلاً لاستكمال العملية السياسية الانتقالية في اليمن.غير أن الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق الفاقد للمصداقية علي عبدالله صالح رفضوا قبول خارطة الطريق من أجل التغيير التي سبق وأن وافقوا عليها. علي عبدالله صالح يجب أن يتحمل المسؤولية إزاء الفوضى التي استشرت في اليمن كما عليه أن يأمر بوقف إراقة الدماء التي لا طائل من ورائها.حملة «عاصفة الحزم» التي ينفذها تحالف من الدول بقيادة المملكة العربية السعودية تهدف إلى مساعدة الشعب اليمني بناء على طلب قدمته حكومتي. في حال رفض الحوثيون الانسحاب ونزع أسلحة ميليشياتهم والمشاركة مجدداً في الحوار السياسي سوف نواصل حث التحالف على الاستمرار في الحملة العسكرية ضد الحوثيين.قبل أسبوعين كان اليمن على شفى الهاوية. وبفضل دعم عربي ودولي غير المسبوق استطعنا الابتعاد عن حافة الهاوية.التحالف يريد إيصال رسالة واضحة مفادها أن إيران لا يمكن أن تستمر في التوسع على حساب وحدة وأمن بلدان أخرى في المنطقة.جيراننا متأكدون مما يشاهدونه. هناك بيت في الحي شب فيه حريق. وهذا الحريق يجب أولاً احتواؤه ثم إخماده لاحقاً وإلا امتدت ألسنة اللهب إلى الحي بكامله وحولته إلى رماد.سوف نحتاج لاستمرار الدعم الدولي حتى نعزز قوتنا العسكرية في ساحة المعركة. كما سوف تكون مؤسساتنا المدنية للمساعدة بعد توقف القتال حتى يتسنى لحكومتي استعادة سلطتها والعودة إلى العاصمة صنعاء. إن وجود حكومة معادية في بلد محاذٍ لمضيق باب المندب الذي يمثل خط الملاحة الكثيفة المؤدي إلى قناة السويس هو ليس في مصلحة أي بلد.إن لم يتم وقف الحوثيين فإنهم سيصبحون نسخة من حزب الله الذي توظفه إيران لترهيب الشعوب في المنطقة وخارجها. وسيحُف الخطر شحنات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر والتي يعتمد عليها الكثير من بلدان العالم . كما أن تنظيم القاعدة وجماعات متطرفة أخرى سوف تجد في اليمن أرضاً خصبة للنمو. عن «نيويورك تايمز»