أظهرت الدبلوماسية السعودية خلال الأسبوعين الماضيين قدرة فائقة النجاح بإدارة قضية توفير الدعم الدولي لتحالف «عاصفة الحزم»، فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) تحت الفصل السابع، حول الوضع في الجمهورية اليمنية، إذ استطاعت أن تدفع روسيا نحو زاوية الصمت لتمرير القرار.هذا النجاح الدبلوماسي يُضاف لنجاحها في قيادة التحالف العسكري «عاصفة الحزم» من أجل الشرعية في اليمن، والذي التف حوله عرب ومسلمون، عدا صياح الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، الذي تزكم رائحته الأنوف.وهو بذات منهجية المرشد علي خامنئي، يغض الطرف عن التدخل الإيراني وتدخل حزبه في اليمن وسوريا والعراق والبحرين، ويعتبر التحالف العربي تدخلاً سعودياً.ومع ذلك تنقل الأخبار أن إيران نقلت عناصر من حزب الله اللبناني إلى اليمن للمشاركة في معارك الانقلابيين الحوثيين قبل عملية عاصفة الحزم العسكرية.الأمر الذي يوضح أن إيران وربيبها نصر الله غارقان بتدخلهما في اليمن حتى العمق ثم يأتيان للحديث عن السعودية!لقد برهنت المملكة العربية السعودية أنها تعمل وفق رؤية واضحة تأخذ في اعتبارها المستويات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإنسانية، وأكد هذا النجاح تصريحات نصر الله، فهي صادرة من شخص يعي تماماً أن ما تقوم به السعودية ضرب مخططاته ومخططات قياداته في طهران.إن غض موسكو الطرف عن قرار مجلس الأمن بالحظر على الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وإدراج أحمد نجل علي عبدالله صالح وزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي على القائمة السوداء، جاء بعد عدد من المرات استخدمت فيها حق الاعتراض على عدد من القرارات التي تخص منطقة الشرق الأوسط، وفي كثير من الأحيان لا يكون ذلك وقوفاً بجانب حق، إنما نكاية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفر قرار مجلس الأمن رقم (2216) دعماً سياسياً لجهود تحالف «عاصفة الحزم» لردع الحوثيين وأنصارهم، وغطاء دولياً للمقاومة الشعبية التي كبدت الحوثيين حتى الآن خسائر فادحة.لن يفيد نصر الله صياحه طالما تتحرك مسيرة «عاصفة الحزم» نحو تحقيق أهدافها، وطالما تنتقل المملكة العربية السعودية من نجاح إلى نجاح، وليعلم أنه آخر من يحق له الحديث عن التدخل في شؤون الدول، وما هو إلا مليشيا إيرانية مزروعة بين العرب.