تسع وسبعون صفحة تضمنها تقرير منظمة العفو الدولية، متهماً فيها البحرين بانتهاكات حقوق الإنسان بحق من أسماهم «المعارضين البحرينيين»، جاء بتوقيت مسيس وبأدلة كتلك الادعاءات التي تستخدمها القنوات الفضائية المأجورة.لا أدري إن كانت منظمة العفو الدولية مصابة بالحول أم لا، فتقريرها الصادر عن البحرين تضمن اتهامات عجيبة وجاء بعبارات شديدة، حتى أن من يقرأ بيانهم الذي أعلن فيه عن التقرير ولا يمر على اسم البحرين سيذهب ذهنه مباشرة إلى العراق وسوريا، اللتين يمارس فيهما بشار الأسد وحكومة العبادي وميليشياتهما ما ذكر في التقرير، فما ذكر لا يصدقه عاقل عاش في البحرين أو حتى زارها وتعرف عليها، فقد ضم عبارات مثل «البحرين تنتهج حملة تقشعر لها الأبدان ضد المعارضة»، و«مازالت البحرين تمنع حق التظاهر وتزج المعارضين في السجون» وذكر «أن أحدهم تعرض لغرز العديد من المسامير داخل جسده خلال فترة اعتقاله» و«إن القمع مازال مستمراً»، من الواضح جداً أن من كتب التقرير استحضر كل الانتهاكات الحاصلة في العراق وسوريا ثم كتب تقريره ووضع عليه اسم البحرين.أما الموقوفون الذين وصفهم التقرير بالمعارضين، فلم يعد خافياً على أحد أن هؤلاء محتجزون على ذمة قضايا جنائية وأعمال عنف طالت الشرطة وروعت الآمنين لا لكونهم معارضين سياسيين، حتى زعيمهم الذي ذكره التقرير فإنه موقوف على خلفية قضية قلب نظام الحكم والتحريض على القتل لا لكونه زعيماً سياسياً، كل هذه الاتهامات الباطلة بنيت على شهادات لمعتقلين سابقين -كما ذكر التقرير- وهؤلاء من السهل جداً على أي جهة توفيرهم ليقصوا على المنظمة قصص ألف ليلة وليلة ويسطروا فيها ما يدور في خيالهم الواسع أو ما يفعله حقيقة بشار الأسد والمالكي والعبادي في العراق وسوريا وهم والعالم على علم ودراية به، فقضية غرز المسامير في الجسد لم نسمع بها إلا في محاكم التفتيش الإسبانية ومعتقلات العراق وسوريا الخاضعتين للسيطرة الإيرانية، وربما اعتمدت المنظمة أيضاً على ما يكتبه فرسان تويتر ويعرضون فيه المظلومية، وقد يكون كاتب التقرير من المغرمين بمتابعة قنوات العالم واللؤلؤة وأشباهها التي لا تتعامل إلا مع الأخبار المكذوبة وأخذ من أخبارها ليضعه في تقريره الذي جاء في تسع وسبعين صفحة حكايتها لا تختلف عن حكايات جدتي.لو كلفت المنظمة نفسها قليلاً واطلعت على بعض مقاطع الفيديو التي سربها موقوفون من داخل السجن ونشرت على اليوتيوب، والتي يتبين من خلالها وضعهم ووضع مكانهم وما توفر لهم من خدمات لما نشرت التقرير بصورته الحالية، كذلك فإن توقيت نشره يبين عدم الحيادية والتسييس لأنهم أصدروا بيانهم مع انطلاق سباقات الفورملا1 في البحرين محاولين الإضرار بها، ولو أنهم توجهوا للعراق وسوريا وتحدثوا عن النازحين والإبادة الجماعية لكان خيراً لهم.
Opinion
حكايات جدتي ملأت تقرير العفو الدولية بشأن البحرين
20 أبريل 2015