كلما استمعت إلى تصريحات القادة والساسة الإيرانيين وهم يتحدثون عن المملكة العربية السعودية هذه الأيام، تذكرت ذلك الموقف المتكرر عندما تمر سيارة وسط تجمع للكلاب، كلهم ينبح ويهرول والسيارة ثابتة، لاهم أصابوها بأذى، ولا هي توقفت أو حادت عن طريقها.إيران تختلف عن باقي الدول في قضية التصريحات الإعلامية المتعلقة بالسياسة الخارجية، فهي تتألف من مؤسسات عدة عسكرية ومدنية، وعندما يكون هناك حدث عالمي أو إقليمي يتعلق بمصالحها فإن شخصيات كثيرة تمثل هذه المؤسسات تظهر على وسائل الإعلام لتهذي بتصريحات عنترية تتعلق بدول أخرى، هذه الفوضى المقصودة في كثرة الجهات التي تصرح نقلتها إيران إلى الدول التي تمكنت من السيطرة عليها فلا يخفى على المتابع «حاويات» التصريحات التي تخرج من العراق من شخصيات لا يمكن رؤيتهم في الأحلام، كذلك ما يخرج من قذائف صاروخية كلامية من لبنان واليمن، عاصفة الحزم التي تستهدف ميليشيات الحوثيين الإرهابية كانت سبباً في صدور تصريحات إيرانية كثيرة وبشكل متصاعد كلها حملت لغة التهديد والوعيد للمملكة العربية السعودية، وقد وصل بعضها إلى حد استخدام الألفاظ النابية، ولن أقف كثيراً عند تصريحات هؤلاء، لكن سأقف عند تصريح كبيرهم خامنئي باعتباره صاحب أعلى سلطة في إيران.خامنئي قال «لن تخرج السعودية منتصرة من هذه الحرب، وما يحدث في اليمن سيمرغ أنفها في التراب»، تصريحات أعادت لأذهاننا تصريحات سلفه الهالك الخميني، الذي أطلقها نفسها وزاد عليها ووضع عاماً للحسم خلال حربه على العراق في ثمانينيات القرن الماضي، ثم كانت النتيجة أن خرج على الإعلام وصرح بنفسه عن نفسه قائلاً «اليوم أتجرع كأس السم» معلناً هزيمة إيران في الحرب، فلا أعرف لماذا لا يعتبر الإيرانيون من التاريخ، مع أن إيران اليوم ليست أقوى من إيران الأمس، فقد كانت عام 1980 خامس ترسانة عسكرية في العالم ومع ذلك مرغ العراق أنفها في التراب.تصريحات الإيرانيين هذه ارتفعت وتيرتها مؤخراً مع تزايد الحديث عن الخيار البري لعاصفة الحزم، ما يعني أن الإيرانيين يخشون فعلاً الهجوم البري لردع الحوثيين الموالين لهم، هذا بالإضافة إلى تصريحات أخرى تطالب السعودية بترك اليمن ليقرر مصيره بنفسه، وتعد السعودية تتدخل في العراق وسوريا والبحرين دون مراعاة للأعراف الدولية، تصريحات تعكس الصفاقة والصلف الإيراني، فكيف يترك اليمن ليقرر شأنه وحراب أتباعها الحوثيين في صدره، وكيف تتهم السعودية بالتدخل في شأن دول عربية وإيران ميليشيات تقاتل فيها أو تثير أعمال شغب.إيران تصرح والسعودية لا ترد على تصريحاتها من خلال المسؤولين الحكوميين، ومن الواضح السعودية تتعامل مع هذه التصريحات بسياسة «لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالاً بدينار»، فهي ماضية في طريقها وستصل لغايتها، والتاريخ لا يعيد نفسه ولكن الإنسان يقع في أخطائه نفسها، وما تفعله إيران اليوم لا يخرج عما فعلته بالأمس وستصل للنتائج ذاتها.
Opinion
لغة الوعيد الإيرانية مع السعودية
22 أبريل 2015