كان الرد السعودي قاصفاً وحازماً على الخلايا الإيرانية التي عبثت بأمن اليمن، حيث استطاع الملك سلمان بفضل من الله وتوفيقه ثم بجرأة قراره وقوة عزيمته أن ينقذ اليمن قبل أن تبتلعها إيران كما ابتلعت العراق. إن رد خادم الحرمين كان ضرورياً جداً بهذه الضراوة، لأن الوضع اليمني لا يحتمل مزيداً من الصبر أو المسايسة، ولا يحتاج إلى حوار، فالحوار هو علامة من علامات الاستسلام، كما أن الحوار لا يكون بين أمة وبين شرذمة وعصابات.الرد السعودي اليوم يجب أن يكون درساً لباقي دول الخليج العربي، وخاصة البحرين التي مرت بما مر به اليمن، لكن الفرق أنه في اليمن حسمت القضية وذلك حين اقتلعت جذور العصابات من أصلها، بينما البحرين أبقت هذه الجذور، بل ربت ونمت حين استطاعت أن تستغل الوقت لإعادة ترتيب صفوفها وعودتها من جديد، وليس ضرورياً اليوم، فهي استعدت من عشرات السنين وستستعد لمزيد من السنوات.عاصفة الحزم استطاعت أن تعيد لليمن شرعيته التي اغتصبت، كما استطاعت إزالة التهديد الإيراني على الحدود اليمنية، حيث كانت إيران تستعد من خلالها للسيطرة على دول الخليج العربي، كما استطاعت عاصفة الحزم تبديد حلم أمريكا في تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد لكنها فشلت بالبحرين واليوم تفشل باليمن، وذلك بفضل الله ثم فضل المملكة العربية التي وقف مليكها المغفور له عبدالله بن عبدالعزيز وقفته المشرفة مع البحرين، ومن ثم اليوم يكمل المسيرة مليكها سلمان بن عبدالعزيز لينتصر لليمن.الأمر بالتأكيد لن يقف عند انتهاء قصف طائرات عاصفة الحزم على المواقع الحوثية، بل إن هناك إجراءات ستتخذها السعودية لضمان عدم عودة الحوثي لاستجماع قوته لمهاجمة الشرعية اليمنية من جديد، وذلك عندما تقوم السفن الحربية السعودية بمراقبة السواحل اليمنية ومراقبة مطاراتها وحدودها لمنع وصول أي إمداد إيراني، مما يحفظ جهود عاصفة الحزم، لأن ترك اليمن دون مراقبة من الاختراق الإيراني مرة ثانية سيكون وكأن عاصفة الحزم لم تكن، هذا الأمر يجب أن يطبق في البحرين، وهو بضرورة أن تحرك سفنها الحربية لحماية حدودها وتفتش كل سفينة كانت سواء صيد الروبيان أو صيد المحار أو طراد «حداق»، والتأكد من هوية الغطاسين والسباحين، لأن البحر هو الوسيلة الأسهل لتهريب معدات حربية ثقيلة وخفيفة، ودخول حرس ثوري إيراني سباحة وغطساً، وكذلك بالنسبة للموانىء والفرضة، التي يبدو أنها تعاني من ضعف المراقبة، والدليل على ذلك تهريب الديزل في تناكر من الموانىء.بالتأكيد أن الرئيس اليمني سيكون له عبرة وموعظة باختيار القوات المسلحة من أبناء اليمن المخلصين، وقد يكون فرصة للجان الشعبية بأن تكافأ بإدماجهم في الجيش وقوات الأمن الداخلي، كلها أمور ستساعد على استمرار أمن اليمن بطريقة تحفظ استقراره وتعيد فيه الأمل.إن إعادة الأمل دشنت بعد انتصار عاصفة الحزم، وذلك حين تم القضاء على قوة الحوثي التي تهدد الاستقرار اليمني، وجعلته يعود إلى كهوفه إلى ما بعد صعدة، وذلك حين تطهر صعدة ويعود إليها أبناؤها أهل العقيدة الصحيحة، ويخرج منها أهل العقيدة التي ترى أن سفك الدماء جنة وتقرب.إذاً هو الحزم الذي لم يترك فرصة لتدخل المجتمع الدولي ولا للمنظمات الأجنبية ولا للأفراد والأشخاص المأجورين ولا للأمم المتحدة المنخورة، ولا للمجلس الأوروبي ولا للمجلس الحقوقي الدولي ولا غيرها من الشخصيات الرعناء، وذلك كما ترك لها المجال في البحرين. نعم إنه الحزم الذي عاد للأمة هيبتها على يد سلمان بن عبدالعزيز حين أخذ قراره التاريخي، ولم يحسب فيه حساب قوى عظمى، ولم يعط لإيران حساباً حتى على قصاصة من أوراقه التي يرمي بها في سلة المهملات، عقد العزم وتوكل على الله عندما رأى أن أمن الأمة واستقرارها لا يسترجع إلا بالتوكل على الله وخوض معركة حربية، صفقت لها الأمة من أولها وآخرها، إنها عاصفة الحزم وعودة الأمل الذي طال انتظارها، إنها العاصفة التي عشقتها الأمة، وكانت تتمنى أن تستمر حتى تقتلع أذناب إيران وتطهر دول الخليج العربي من رجسهم.هكذا يعود الأمل بعد الحزم الصارم وليس أملاً بعد طبطبة ومراسيل، وهكذا يكون التعامل مع الشرذمة والعصابات، لا تواصل عبر وسطاء متآمرين، وهكذا تكون السيادة لشرعية الدولة عندما تلقن أذناب إيران درساً ليعلموا أنهم في دول عربية لا يمكن أن تقبل بأن تتحكم في رقابهم أذناب إيران.