اكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية د. أنور ماجد عشقي ان ""حزب الله" الشيعي اللبناني يتخبط، وتتراجع قوته تدريجيا سواء خارجيا او داخليا خاصة مع استهدافه بشكل كبير داخل معاقله في جنوب لبنان"، موضحا ان "هناك قيادات داخل الحزب ترفض سياسات الامين العام للحزب حسن نصرالله وتندد بالتدخل في سوريا والقتال الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد".وتوقع عشقي في تصريح لـ "الوطن" ان "تتخلى ايران عن الرئيس بشار الاسد في المرحلة المقبلة خاصة مع تحديد موعد انعقاد مؤتمر "جنيف 2" للسلام حول سوريا في يناير المقبل"، مشيرا الى انه "اذا لم تتخلى ايران عن الاسد الآن فان علاقتها بسوريا قد تنقطع للأبد، خاصة مع تراجع قوات الأسد رغم قتال ميليشيات "حزب الله" و"ابو الفضل العباس" الشيعية الى جانب جيش النظام".واوضح عشقي ان "الملف الامني والاتحاد الخليجي ابرز الملفات على طاولة قمة مجلس التعاون الخليجي بالكويت خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني الأخير، والمتغيرات الاقليمية والدولية التي تؤكد الحاجة الى الترابط القوي بين دول الخليج سواء بمزيد من التعاون والتنسيق او من خلال الاتحاد، اضافة الى الاضطرابات في المنطقة في كل من سوريا ولبنان ودول ما يسمى بـ "الربيع العربي"".ولم يخف عشقي "قلقه من ايران ومحاولة تقربها من دول الخليج" موضحا ان "الجميع يترقب مواقف طهران في المرحلة المقبلة خاصة وأن البعض يعتبر ان السياسات المتشددة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والنهج المعتدل للرئيس الحالي حسن روحاني ربما تكون وجهان لعملة واحدة يقود سياساتها المرشد الاعلى في ايران اية الله علي خامنئي، ومن ثم على الجميع ان ينتظر ولا يستعجل الحكم على سياسات ايران في المنطقة من الان ولكن علينا التريث لبيان ما سيحدث في سياسات ايران بالمستقبل"، مضيفا "محاولات التقارب الإيراني تحتاج مزيدا من الدراسة وعدم التسرع خلفها".وفيما يتعلق بالاتحاد الخليجي وتصريحات وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بعدم انضمام بلاده الى الوحدة، رأى د. عشقي ان "تصريحات بن علوي كانت انفعالية"، لكنه استدرك قائلا "يجب الا نسيء النية، رغم تناقض تصريحات وزير الخارجية العماني، ويجب ان نحترم وجهة نظر مسقط، وان تتم دراسة الاتحاد الخليجي بتأني، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، ومحاولة اقناع عمان بالانضمام للوحدة الخليجية، وتذليل العقبات ومحاولة التعامل مع مخاوف عمان من الانضمام الى الاتحاد الخليجي"، مشددا على "ضرورة انضمام عمان للاتحاد".وبشان موقف دول مجلس التعاون حيال الاوضاع في مصر، اوضح عشقي ان "هناك تقارب في وجهات النظر داخل مجلس التعاون بشأن الاوضاع في مصر ومساندة الحكومة الانتقالية، خاصة مع ملاحظة التراجع التدريجي لقطر المؤيد لجماعة الاخوان المسلمين، وكذلك تراجع تغطية قناة "الجزيرة" تدريجيا في هجومها على النظام الحالي"، لافتا الى ان "جماعة الاخوان اساءت استخدام السلطة في مصر بسعيها للتمكين والاستحواذ على مقدرات الدولة"، بينما شدد على "الدعم الكامل لمجلس التعاون للقيادة المصرية في المرحلة المقبلة".وبشأن الاوضاع في البحرين، قال عشقي ان "المعارضة البحرينية أخذت أكبر من حجمها واذا كانت هناك اصوات شاذة فهي قليلة ووجهة نظر المعارضة يجب ان تذلل بالحوار وليس بالمقاطعة".