قـــوات الائتــلاف بقيــادة الولايات المتحـــدة الأمريكية، شنت حربها على العراق في عام 2003 بأكذوبة لم يصدقها العالم بأن النظام العراقي السابق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وأنه كذلك على علاقة بتنظيم «القاعدة» بعد أحـــداث 11 سبتمبر 2001، فذلك كان مفتاحـــاً سهلاً ويسيراً للغزو الأمريكي للعراق بالتعاون مع عراقيين وأكراد، وقد تسببت هذه الحرب في خسائر بشرية ومادية عديدة. ولم يخسر الشعب العراقي إبان نظام صدام حسين مثل هذه الخسائر. فقد كان العراق أشبه بمغارة «علي بابا» التي نهبت خيراتها أمام العالم، والعالم لم يتحرك لمنع الغزو الأمريكي، ومن ثم الاحتلال الإيراني للعراق.جميع المبررات التي وضعتها أمريكا لتغزو بها العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، كانت مبررات وهمية واهية، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتمكن إلى يومنا هذا من أن تثبت أن العراق كان يمتلك أسلحة الدمار الشامل كما تدعي أو أن لصدام حسين علاقة مع تنظيم «القاعدة» أو جماعات الإرهاب، بل إن الإرهابيين -الذين يعلمون أنفسهم جيداً- هم من سرقوا نفط العراق ونهبوا البنوك وسرقوا الآثار العراقية، وأباحوا في العراق كل شيء، ونكلوا بأهله انتقاماً من العراقيين الذين تحدوا الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، فقوات الائتلاف التي شنت حربها على العراق لم تكن لتحرير العراق، بل للانتقام من العراقيين، لصالح أمريكا وإيران، ومنذ 2003 والعراق «ضايع». عملية «عاصفة الحزم» تحالف خليجي عربي لنصرة النظام الشرعي في اليمن بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته، من أجل اجتثاث الإرهاب الإيراني المتمثل في الحوثيين، فالحرب ضد الحوثيين كانت من أجل الشعب اليمني، ومن أجل «حش أرجل الإيرانيين»، من الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي، فكانت الضربة القاضية لامتداد إيران في الشرق الأوسط، بعد احتلالها للعراق وسوريا ولبنان، والتي تعمدت تسييس الدين الإسلامي والفكر والعقيدة بأيديولوجية «ولاية الفقيه».«إعادة الأمل» رسالة من التحالف الخليجي بأن عملية «عاصفة الحزم» لم تكن إلا استجابة لاستغاثة أهل اليمن، وأنه آن الأون، أن تستقر اليمن من جديد، وأن تفتح أبواب الحوار بين الشعب الواحد، وفي ظل الشرعية اليمنية ليتحقق الأمن والاستقرار، وإعادة إعمار اليمن واللحمة الوطنية من جديد، ونأمل أن يتكلل الحوار السياسي بالنجاح من أجل مصلحة اليمن، وأن يستفيد اليمنيون من تجربة البحرين في الحوار السياسي مع الأطراف المعارضة، وأن يتجنبوا الحوار المشروط، فما دامت أبواب الحوار والمصارحة مفتوحة فعلى جميع الأطراف استغلال ذلك، وأن يصب الحوار لخير اليمن ولليمن فقط، وإلا سوف توصد هذه الأبواب ما لم يكن هناك حوار جاد يهدف إلى وحدة الصف وعدم جر اليمن إلى حروب أهليه ليس لها نهاية.عملية «عاصفة الحزم» تكللت بالنجاح والنصر، ذلك لأن النوايا كانت بيضاء ونقية، فشتان بين التحالف الخليجي لعملية «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وبين تحالف قوات «الائتلاف» لغزو العراق وتدميره ونهب مكتسبات الشعب. الجيش الأمريكي استغرق ما يقارب 8 سنوات حتى يخرج من العراق، بعدما أحدث فوضى في الشرق الأوسط تحت مسمى «الربيع العربي»، فالفرق شاسع بين العمليتين والتحالفين، «إعادة الأمل» هي رسالة لليمن حتى ينهض من جديد، ورسالة للعرب حتى ترجع ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، وهي أيضاً رسالة للقوى العظمى يفهمها العالم أجمع.
Opinion
شتان بين التحالفين
28 أبريل 2015