قضية كرة القدم البحرينية ليست في هوية المدرب ولا في الأسماء التي طالعنا بها اتحاد كرة القدم طوال السنوات الماضية، القضية تكمن في غياب الهدف وغياب التخطيط وهو ما جعلنا نغيب عن منصات التتويج حتى على المستوى الخليجي إذا استثنينا ذهبيتي دورة الألعاب الخليجية الأولى ودورة الألعاب العربية الثانية عشرة وكلتاهما تحققتا في النصف الأخير من عام 2011.منذ فترة ونحن نتابع تصريحات رئيس اتحاد الكرة الأخ الشيخ علي بن خليفة آل خليفة حول مستقبل الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية وفي مقدمتها المنتخب الأول، وبدأت الاجتهادات الإعلامية تكشف عن هوية المدرب القادم فمنهم من طرح اسم الأرجنتيني أرديلس ومنهم من أشار إلى الأرجنتيني الآخر باتيستا وكلاهما يحمل تاريخاً جيداً في عالم التدريب وهما امتداد للمدرسة الأرجنتينية التي بدأت شهرتها مع طيب الذكر سيزار مينوتي في منتصف سبعينيات القرن الماضي.في نهاية الأمر علينا أن ننتظر القرار الرسمي من اتحاد الكرة بإعلان هوية المدرب الجديد الذي سيقود الأحمر في المرحلة القادمة.لقد جربت كرة القدم البحرينية المدرسة الشرقية ممثلة في المرحوم حمادة الشرقاوي وعبدالمجيد الشتالي وعدنان حمد وبعد ذلك خاضت تجربة المدرسة الإنجليزية من خلال داني ماكلينان وجاك مانسل وبيركنشو وتايلور وهيدسون ومرت بالمدرسة اللاتينية من خلال سباستياو وغيدوس وغابريل كالديرون والمدرسة الأوروبية من خلال المدرب المخضرم بروشيتش وأولي ماسلو وإيفان وفيكتور ولوكا وسيدكا وستريشكو وهيكرسبيرغر وبريغل وكريسو وماتشالا، كما كان للمدرب الوطني مساحة من التجربة مع المنتخب من خلال المدربين فؤاد بوشقر وخليل شويعر وسلمان شريدة ورياض الذوادي ومريان عيد وقبلهم جميعاً عدنان أيوب.كل هذه القائمة الطولية من المدربين الذين مروا على قيادة المنتخب الوطني بمختلف شهرتهم وخبراتهم وأساليبهم ومدارسهم خلال الخمس والأربعين سنة الماضية لم يتمكنوا من تحقيق طموحات الوسط الكروي المحلي نظراً لغياب الهدف وغياب التخطيط طويل المدى وغياب النظرة البعيدة، في الوقت الذي نجد دولة متقدمة كروياً مثل ألمانيا لم يتجاوز عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب منتخبها الوطني نصف عدد الذين تعاقبوا على تدريب منتخبنا الوطني قد نجحت في الفوز ببطولة كأس العالم أربع مرات!.هنا تكمن أهمية التخطيط والنظرة البعيدة وأهمية العمل من أجل الوصول إلى هدف ما وهذا ما نتمنى أن نجده في المرحلة القادمة من مشوار الكرة البحرينية في ظل التحركات الجادة من قبل الرئيس والتي نأمل ألا تكون تحركات وقتية تنتهي مع أول هزيمة أو أول إخفاق فالهزيمة والإخفاق أمران واردان في عالم الرياضة ولكنهما لا يعنيان نهاية الحياة بشرط أن يكون التخطيط سيد الموقف.إجازةاستميحكم العذر أعزائي القراء بالتوقف عن الكتابة خلال فترة إجازتي الخاصة التي تبدأ اعتباراً من يوم الغد على أمل العودة لكم في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.