تحكي القصة أن قطار الوطن السائر المستمر منذ آلاف السنين يتوقف في عدة محطات لينقل الركاب، و من ثم يكمل مسيرته، آخرها كان محطة الانتخابات 2014، فركب الشعب البحريني وتخلفت مجموعة منه ظناً منها أن القطار لن يبارح المحطة، دونها وهددت بتصفير مقطورات القطار، و إذا بالقطار يتحرك بمن حضر ومن ينطلق وبقيت المجموعة في المحطة تندب حظها.وحدها من يرى «انسداد» في الأفق، وحدها من يرى «أزمة»، وحدها من يرى «كارثة»، أما القطار فسائر ومنطلق ويواصل رحلته والركاب يرون أفقاًُ واسعاً منفتحاً ومشغولون بتزويده بالوقود ومشغولون بصيانته.بعد أن أدركت «المجموعة» عدم صوابية قرارها طرحت فكرة «المراجعة» بين أعضائها فأين المشكلة؟المشكلة أن من ضلل «المجموعة» هو من يطرح المراجعة و مازال مستمراً بطرح نفسه كحكيمها، مركزاً المشكلة في الركاب الذين غادروا المحطة وركبوا المركب وتركوهم متهماً إياهم بأنهم هم السبب وراء بقائهم وحيدين في المحطة وأن الأفق مسدود بسبب كم (الحقد والكره والحسد والعين والشؤم وووووو بقية قائمة التعاسة والاضطهاد) التي يتمتع بها الركاب المغادرون، وهذه البلاهة ومحدودية التفكير في هذه القيادات هي التي جعلت القطار يسير دون انتظار لإلهام وحكمة تنزل على تلك القيادات، فلا وقت للانتظار!!حقيقة أخرى لابد أن يعرفها المتخلفون في المحطة أن جميع من ركب القطار منشغل بما هو أهم فعلاً غير عابئ إلا بصيانة القطار وباستمرار سيره و مشغول بأولويات ولا ينظر للخلف إلا في فترات الاستراحة فقط، فلا تنشغلوا أنتم بهم، قوموا «بمراجعتكم» لأنفسكم وكفوا عن لوم غيركم. حقيقة أخرى لابد أن يعرفها «المراجعون» أن مراجعتكم لأنفسكم لن تعيد القطار للوراء لالتقاط من تبقى، لذلك لا يفكر بإعاقتكم و لا يفكر بمنعكم أحد ممن ركب القطار، إن أردتم أنتم اللحاق بالقطار فذلك قراركم وعليكم اللحاق به في محطة 2018 مع الأـخذ في الاعتبار أن الوقت يمضي سريعاً.و من أصدق ما قرأت بموضوع المراجعات:الفقرة الأخيرة من مقال عبدالحسن بوحسين بالأمس و قال فيها التالي:«من جهةٍ أخرى فإن التقييم والمراجعة يعني مزيداً من الواقعية وتقليلاً من التوجه الأيدلوجي الذي يستورد مفاهيم وشعارات جميلة من ثقافات وبيئات أخرى ليس بوسعها أن تنبت ثمراً في بيئة مغايرة.»«من خلال التقييم والمراجعة، يمكن تحليل عوامل كثيرة كعامل موازين القوى التي تحدّد حجم تنازلات الأطراف المتصارعة في فترة معينة. فعلى أساس هذا العامل قد تصبح العروض المتوفرة في الماضي غير متوفرة في الحاضر إذا ما أساء طرفٌ معينٌ قراءة التحوّلات في موازين القوى وفشل في اغتنام الفرص.لا شك في أن البديل لغياب التقييم والمراجعة هو الجمود أو الدوران في حلقة فارغة، وتراكم الخسائر وخصوصاً من قبل الطرف الأضعف. إن العمل على استنباط نموذج ملائم لطبيعة وضعنا السياسي هو مسؤولية الجميع، ولكنها مسؤولية أكبر على الطرف الأهلي الذي بات يدفع أثماناً تزداد وطأتها عليه بمرور الأيام من دون مؤشرات على وجود تعاطف جاد لأطروحاته السياسية من قبل دول مؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي» انتهىهذه نصائح ذهبية وصديقك من صدقك وختاماً أذكركم بقصة نبينا إبراهيم عليه السلام حين زار ابنه إسماعيل عليه السلام ولم يكن إسماعيل حاضراً في المنزل فاستقبلته كنته وكانت زوجة غير حكيمة سيئة الخلق ولعلم سيدنا إبراهيم بأن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم ترك رسالة لابنه فهمها سيدنا إسماعيل، إذ قال لكنته سلمي على ابننا إسماعيل وقولي له غير عتبة دارك فطلق إسماعيل زوجته وأبدلها بخير منها.كلمة أخيرة اثنان ضيعوكم إيران وقياداتكم (الدينية والسياسية والإعلامية) فغيروا عتبة داركم بارك الله فيكم إن أردتم اللحاق بقطار الوطن.
Opinion
غيروا عتبة داركم
03 مايو 2015