أمنت الصحافة في عهدك يا جلالة الملك فازدهرت، أمن الصحافيون في عهد أبي سلمان فقاموا بمهامهم دون وجل، وقفت معنا حين ضاقت النفوس بالكلمة وبالرأي فأعطيت لنا مكانة وقدراً ضروريين يمكناننا من أداء دورنا.. فشكراً جلالة الملك.. شكراً حمد بن عيسى. واليوم والبحرين قد تخطت بفضل من الله أكبر أزماتها واستعادت موقعها الدولي والحمد لله وأفشلت أكبر مؤامرة دنيئة على أمنها واستقرارها، تلتفت لترميم الخراب الذي أحدثته «مجموعة» باعت الوطن ولتعيد تعزيز اللحمة الوطنية التي عاثوا فيها فساداً، فتحتاج أكثر ما تحتاج إلى خطاب يعيد للأرضية المشتركة -التي عاش عليها هذا المجتمع التعددي حياته بكل أريحية وبكل تجانس- مكانتها وصدارتها، هذا الخطاب يدعي كل بوصله ويدعي كل أنه يمثله.واقع الأمر أن لدينا أكثر من خطاب كل منها يتهم الآخر بالتحريض على الكراهية والحقد، فهناك خطاب بين وواضح عند السنة والشيعة يريد كل منهما إلغاء الآخر تماماً، بلا لبس ولا تجميل يستخدم التوصيفات الإقصائية ضد الآخر بلا مواربة ويدعو إلى التخلص من الآخر بلا تقية وموجود في المنابر الدينية وموجود في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا خطاب تعالجه وزارة الأوقاف الإسلامية كلما بلغ إلى علمها أي من آثاره وتعالجه النيابة إن وجد في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمكن أن تسمح بهذا الخطاب أي من صحافتنا حتى تلك التي نختلف معها، فجميع الصحف بلا استثناء لم تنحدر إلى هذا المستنقع والحمد لله. الصحافة البحرينية بها جدال لم يهدأ ولم يستكن منذ 2011 إلى الآن بين «مجموعة» قيادات الأزمة «الدينية والإعلامية والسياسية والحقوقية» من جهة ممثلة في إحدى الصحف وبقية المجتمع البحريني سنته وشيعته ممثلين في الصحف الـ4 الأخرى الناطقة بالعربية، هذا الخطاب الجدلي اضطلع بمهمة تفنيد الحجج وتفنيد الادعاءات التي بنيت عليها واستخدمتها مجموعة الانقلاب والتي تنبتها هذه الصحيفة بكل رقي وبكل تحضر راعى في مهمته ألا ينحدر عن ضرورات أدب الحوار.تفنيد تلك الادعاءات أوقف محلياً وعربياً وإقليماً ودولياً حجج مجموعة الانقلاب التي روجت لمشروعية الانقلاب منذ 2011، فلعب خطاب التفنيد دوراً مهماً في تعطيل مشروعها وهدمه حين عجز الإعلام الرسمي عن القيام بواجبه إبان الأزمة، لا عجب أن تستميت مجموعة الانقلاب وصحيفتهم لإسباغ صفة «التحريض» وصفة «الكراهية» على الخطاب الذي وقف لهم بالمرصاد، عل السلطة تستجيب له فتعطله، إنما ولله الحمد وإلى الآن تلك التهم لخطاب التفنيد لا تجد لها آذاناً صاغية إلا من خارج البحرين ومن دول محددة فقط، والتي لا تعرف واقعنا سوى بالمقاربات، فتحاول هذه المجموعة التحريض على خطاب التفنيد وتعمل على تكريس هذا التوصيف على كل رأي مخالف لها عند الأذن «غير البحرينية» فقط.فتقدم نفسها دولياً على أنها الصحيفة «المعارضة» الملائكية، ومن يخالفها في الصحف الـ4 الأخرى «عميل للسلطة يحمل خطاب الكراهية والحقد»!! ونجحت لفترة قصيرة طولها طول حبل الكذب المعتاد، سرعان ما انكشفت هذه التصنيفات وهذا التوصيف ففقد أثره محلياً وفقد أثره خليجياً وفقد أثره عربياً بعد انكشاف حجم المؤامرة على مستوى المنطقة كلها.خطاب التفنيد لن يتوقف هذا عهد من كل الصحافيين والكتاب في الصحف البحرينية الـ4، مادام هناك خطاب يقلب الحقائق ويخلط الأوراق وينكر الخطأ ويضلل الرأي العام، صنفتموه «كرهاً» وسميتموه «حقداً» حرضتم السلطة على وقفه بعد أن عجزتم عن الرد عليه ومقارعة حجته بحجتكم، فهو لن يتوقف بموافقة السلطة أو بعدم موافقتها، سيستمر وفضاء الإعلام واسع. ختاماً، شكراً مرة أخرى حمد بن عيسى فقد كانت لك مواقف لن ننساها عززت قدراتنا ومكنتنا من أداء مهامنا.. اجتهدنا قدر استطاعتنا فإن أخطأنا فلنا أجر وإن أصبنا فلنا اثنان.. واعذرونا إن قصرنا.نيابة عن كثير من الأقلام الصحافية كتبت هذا المقال.