خطاب القوة لا يصدر إلا عن الرجال الأقوياء الذين لا يخافون في الله لومة لائم، والذين لا يساومون إطلاقاً على ذرة تراب واحدة من بلادهم، والذين لا يهابون حينما تدق ساعة الوغى، ولا يترددون حينما يوجه لهم نداء التوحد من أجل الأخوة والمصير المشترك.من صنف هؤلاء الرجال لدينا في البحرين نخبة يشار لهم بالبنان، رجال نفخر نحن أهل البحرين المخلصين لأرضنا المؤمنين بقضايا خليجنا العربي ووحدته، نفخر بهم، ونعتز بأنهم يمثلوننا في كل فعل وقول.من هؤلاء الرجال رجل هو أحد مصادر العزم والحزم والقوة في البحرين، رجل معه رجال يقفون دوماً على ثغرة من هذا الوطن، رجل له هيبته حينما يتكلم، له شموخ البحريني الأصيل، له حكمة وكياسة قلما تتوفر في أقرانه، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وما بعد تعريفه باسمه أي تعريف.وزير الداخلية لا يحتاج لمدح أو ثناء، لا تنقصه كلمة ولن تزيده سطور، لكنه رجل يستحق الشكر والتقدير على عطائه وعن تدبيره وقيادته لقوات الأمن، ومعه رجاله البواسل الذين حفظ الله بهم ومازال وسيظل بإذنه البحرين وأهلها.مبعث الكلام تلك الكلمة البحرينية القوية التي ألقاها وزير الداخلية في الاجتماع التشاوري السادس عشر لوزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي في الشقيقة الحبيبة دولة قطر، كلمة نغبطه عليها، فكل بحريني محب لبلاده والخليج العربي يتمنى لو كان قائلها، بما حوته من مضامين واستقراءات مستقبلية، وبما تضمنته من وضع نقاط «الحسم» على حروف من شأنها تحقيق «الحزم» في كل حراك هدفه صالح أمتنا الخليجية.نطرق هذه المضامين القوية مثلما قال الشيخ راشد، فاليوم جبهتنا الخليجية يجب أن تكون متحدة وصلبة، وأرضيتها لابد أن تبنى على وحدة الموقف السياسي والدفاعي والأمني والاقتصادي بما يخلق «خارطة» للموقف الأمني الخليجي، خاصة وأننا نواجه اليوم أطماعاً متكالبة ومتعددة الاتجاهات، على رأسها الاستهداف الإيراني بتفرعات طوابيره الخامسة وتنظيماته العملية التي أنشئت لتتغلغل في دول الخليج العربي.ولأن القوة اليوم هي اللغة التي يفهمها مثل هؤلاء الطامعين، فوحدة أمن الخليج نتطلع بأن يتوجها اتحاد خليجي على مستوى المؤسسات الأمنية، تؤسس كنواة طيبة لحلم طموح يلقي بالرعب في أوصال من تسول له نفسه استهداف منطقتنا، اسمه الجيش الخليجي الموحد.عاصفة الحزم، والتي صفعت إيران وأحلامها على وجهها، والتي جعلت الطوابير الخامسة والعملاء تتخلخل صفوفهم من الداخل، هي دليل واضح ـ كما بين وزير الداخلية - على أن التحالفات العربية التي من خلالها تتوحد الكلمة والموقف هي أمضى سلاح للأمة تواجه به التحديات والأطماع بمختلف أشكالها.وخير ما ختم به قوله إنه «على قدر أهل الحزم تأتي العزائم»، إذ يظل الحزم أساساً لشحذ الهمم وفرض الهيبة وإبراز القوة لتصد كل معتد، ولتقوض كل حلم أثيم، ولتدحر كل طامع.باسم المقدرين لجهود رجال أمننا البواسل وتضحياتهم وصبرهم، نشكرك يا شيخ راشد على هذا الكلام القوي الذي لا يصدر إلا عن الأقوياء.هؤلاء رجال البحرين الكبار، هؤلاء من بهم حفظ الله بلادنا من كل كيد وسوء.
Opinion
بالفعل .. على قدر أهل «الحزم» تأتي العزائم
04 مايو 2015