أذكر أنني كنت في أحد مجالس المحرق ألقي محاضرة بعنوان «حقيقة الدعم»، وعندما وصلت إلى الجزء الأخير منها والمتعلق بالحديث عن بدائل الدعم عندما يخفف أو يلغى ومنها زيادة رواتب ومداخيل المواطنين التي تقل عن 700 دينار، عندها رفع أحد الحاضرين يده وطلب الكلام.أبلغه مدير الندوة أن المحاضرة لم تنته وأن عليه أن ينتظر حتى يفتح باب الأسئلة والمداخلات، إلا أنه قال إن الأمر ملح وإنه مرتبط بما قلته ووصلت إليه، ويقصد زيادة الرواتب، عندها أذن له مدير الندوة بالكلام فقال: يوم أمس كنت في أحد محلات السوبر ماركت بالمحرق وفجأة سمعت صراخاً وجدالاً بين شخصين فاقتربت منهما ووجدت أنهما زوجان، المرأة تطلب من زوجها أن يشتري لها احتياجات البيت من مواد غذائية ومواد تنظيف وغيرها والزوج يرفض بشدة وهو يقول لها: كفاية لا أستطيع، ليس معي نقود، فترد عليه: ماذا أفعل أنا والأولاد، ألا تريدنا أن نأكل، ألست أنت المسؤول عنا؟يقول الرجل: اقتربت منهما وهدأت الزوج وعرضت عليه المساعدة، فرد علي قائلاً: المشكلة أنني بحريني متزوج ولدي ثلاثة أولاد وراتبي 250 ديناراً لا يكاد يكفينا الأيام العشرة الأولى من الشهر، وقد جئت مع زوجتي إلى هذا المحل لأصرف ما تبقى لدي من دنانير قليلة ولا أستطيع أن ألبي جميع طلباتها لأنني لا أملك ثمنها، ماذا أفعل، كيف أشرح لها هذه المعاناة التي أعيشها أنا في كل شهر وكل يوم ويعيشها معي الآلاف من البحرينيين المتزوجين والذين يتقاضون رواتب زهيدة لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادات الأسعار المتواصلة دون رادع؟نحن نريد من يفهمنا ويقدر أوضاعنا ومعاناتنا، ويفعل كما تفعل الدول الأخرى التي تهتم برفع معيشة ورواتب مواطنيها بما يتناسب وتكاليف المعيشة، فكيف يقبل المسؤولون بمنح علاوة الغلاء لمن راتبه أقل من 700 دينار ويوافقون على أن يعيش الآلاف براتب 250 ديناراً، كيف؟! ألا يعني ذلك اعترافاً منهم بأن دخل العائلة البحرينية البسيطة يجب ألا يقل عن 700 دينار، أنا وأمثالي لا نطلب مساعدة ولكننا نريد حقوقاً وعدالة.