قال: «هل بلغتك تهديدات إيران للمملكة العربية السعودية؟». قلت «برجاء بلغ علي خامنئي وقوله: «إياك عقلك يوزك»، ولا يغرنك صمت الحليم وسكوته فإن غضبته عاصفة حزم».كما ترى، بلغت مرارة عاصفة الحزم حد الاختناق على الإيرانيين، إذ لا يمكن أن تصف التهديد و»التلويش» و»التطبيش» والتصريحات العدائية الفارسية سوى أنها استمراء في الغباء والغفلة، وابتلاع المتناقضات بلا تردد وبلا استغراب، ودليل بالقرينة والبينة أن ملالي طهران مغيبون في الحماقة، وأن قياداتهم دخلت في مرحلة الخرف. الإيرانيون يعلمون جيداً أن الحرب ليست مشكلة بالنسبة لدول الخليج العربي، ويدركون كذلك وبصورة خاصة، أنهم لا يقوون على الدخول في مواجهة مع دول الخليج، ويعون كذلك أن حرب اليمن لم تكن مطلباً خليجياً أبداً، ولكنها فرضت على أهل الخليج من خلال التمادي المقيت لأذناب إيران في المنطقة وتحديداً في اليمن، ومتأكدون أن أي حماقة ضد دول الخليج وبالذات السعودية، ستدفع أكثر من مليار مسلم إلى رميهم بحجارة من سجيل.نحن، وكما قال الأمير سعود الفيصل، لسنا دعاة حرب لكن إذا قرعت طبولها نحن جاهزون لها.وربما المراقب للوضع في الخليج، سيتأكد من الفارق الهائل والرهيب فعلاً في التعامل بين دول الخليج العربي وإيران، ففي الوقت الذي تنتفض فرائص ملالي طهران وتتوهج شرايينهم تهديداً ووعيداً، يؤكد البيان الختامي للقمة التشاورية لزعماء وقادة الخليج والتي اختتمت الإثنين في الرياض، على تأسيس علاقة طبيعية مع إيران على أساس عدم التدخل.ماذا أريد أن أقول؟ ما الذي أحاول أن أصل إليه؟ما «كانت» تقوله الولايات المتحدة سلفاً وتصف به إيران، بأنها دولة مارقة وتشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي، جميع ممارساتها العملية والفعلية تقوم على التدخل المتكرر والمستمر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وكل المواقف الفارسية تتباين وتتعدد من النقيض إلى النقيض، ففي الوقت الذي تسعي دول الخليج العربي إلى علاقة طبيعية مع إيران على أساس عدم التدخل، يخرج علينا قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري يقول: «تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية للدول الأخرى يسير بالشكل المطلوب (....) إننا نشاهد اليوم آخر إنجازات الثورة الإيرانية في اليمن»!!إذاً، هي دولة مارقة أم لا؟وإذا كان جوابك عزيزي القارئ الكريم نعم، فهل «كيف» تأمن غدر الدولة المارقة؟لست أظن أن أحداً ممن يعيشون معنا في هذا البلد المنهك منذ 14 فبراير 2011، ينسى ما فعلته إيران أو يستطيع أن ينسى ما كانت تخطط له عبر أذنابها في البحرين، وبالمناسبة لم يسجل في التاريخ الإنساني السوي أن البعض يتبرعون بالخيانة والعمالة إلى دولة أخرى ضد دولتهم دون رادع وطني أو قومي أو إنساني أو ديني أو حتى أخلاقي، كما حدث في البحرين.باختصار ملالي طهران لا تفقه أدبيات حسن الجوار، وهم في سبيل تحقيق أطماع ولاية الفقيه، واستعادة الإمبراطورية الفارسية، واستعمار دول الخليج العربي، واستعباد شعوبها، وسلب حرياتهم وهويتهم القومية، لا يتوانون من توسيع دائرة العدوان، فمنذ اعتلى نظام الملالي سدة الحكم في إيران وهو يحاول وبشتى الطرق التوسع والامتداد في المنطقة عبر أتباعهم ومريديهم، في محاولة منهم لإيجاد منطقة نفوذ إيراني يشكل لإقليم «جيومذهبي» يسيطر فيه على دول الخليج.وقبل أن أهبط من صهوة مقالي أقولها وبملء الفم، لا توجد ذرة شك عندي في أن إيران لا تصدق في النوايا مع دول الخليج، بل ومن الاستحالة في أي يوم من الأيام أن تصدق، إلا في حالة واحدة؛ أن تغمض وتفتح عينيك فلا يوجد في الكون شيء يسمى ولي الفقيه.