مهما كثفنا من جهود فإن عملية القضاء التام على المحاولات المسيئة لزعزعة أمن واستقرار بلدنا وجيراننا في دول الخليج العربي مسألة صعبة التحقق، طالما هناك جهات كارهة وطامعة تصب جل اهتمامها وأموالها على استهدافنا أمنياً، بل وتجند من داخل الدول من يبيع تراب وطنه بالرخيص، ومن ولاءه ليس لبلاده بل للأجنبي الطامع.لكن رغم ذلك فإن تقوية عمليات الردع والتصدي وكشف هذه المحاولات هي العامل المهم الذي من خلاله ننجح في كسر شوكة هؤلاء ومن خلاله يتم ضبط العناصر العميلة وتوقيفها وجعلها تمثل أمام القانون.عملية اكتشاف المواد المتفجرة من قبل قوات الأمن السعودية الشقيقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن الشاهد في الموضوع أن عملية التعامل السلس والطيب مع من يشتبه بهم ليس بنفس الطريقة السابقة، بل أصبح على من يريد الإضرار بدولنا وتهريب المواد المتفجرة والأسلحة وغيرها، أصبح عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على هذه الأفعال الإجرامية. القوات الأمنية الخليجية باتت أكثر وعياً وتعاملها أكثر صرامة فلا تهاون مع أمن الخليج ولا تساهل مع من يريد الإضرار بالأبرياء.الجميل في المسألة التعاون الوثيق الملموس بين الأجهزة الأمنية في الخليج العربي وهي مسألة نفخر بها نحن أهل الخليج، فكلما زادت هذه المنظومة قوة وتعززت أواصر ترابطها كلما كانت سداً منيعاً أمام مخططات الطامعين.وليس بمعزل عما نشير إلى هنا الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية والتي أعلن عنها مؤخراً بشأن العمليات النوعية التي تتم في تعقب وترصد الساعين لإقلاق الأمن الوطني والمخططين لعمليات تخريب وتفجير وتصنيع للمتفجرات والقنابل. المميز في الموضوع منظومة العمل التي تتبعها أجهزة الأمن في التقصي وكشف المخربين وترصد تحركاتهم ومن ثم القبض عليهم متلبسين والأهم قبل أن يقوموا بأعمالهم الآثمة.هذه الجهود التي تتم وفق أعلى المستويات الاحترافية من شأنها أن تبعث في نفوس الناس مشاعر الأمن والطمأنينة، والأهم الثقة بأن المنظومة الأمنية في البحرين قوية وتتابع كل صغيرة وكبيرة وتحسب حساب كل شيء. المسألة أكبر من مجرد التصدي لمجموعة شباب مراهقين يظنون بأن وضع إطارات على الطرق العامة وإحراقها في ظرف ثوان معدودة، المسألة أكبر وأخطر ترتبط بكشف شبكات مهمتها التخطيط لعمليات نوعية لها خطورة أكبر وتستهدف حياة وأرواح الآمنين وكذلك رجال الأمن، ولهذا يتوجب لفت انتباه الناس، بأن كثيراً من الأمور التي تحصل في شأن الحراك الأمني في البحرين لا يعلن عنها إلا بعد القضاء عليها واستئصال بؤر الشر فيها وذلك حفاظاً على أمن واستقرار المجتمع.أمن واستقرار أي مجتمع يأتي من خلال أداء المؤسسات الأمنية لعملها وواجباتها وفق أعلى مستويات الاحترافية والدقة، وهذا ما بتنا نلمسه بوضوح في عمل رجال الأمن، ويعززه من شعور بالأمان الجهود الخليجية التي تتحرك في نفس الاتجاه وفق نسق تعاوني مميز.وأخيراً نقول.. شكراً لكم على هذه الجهود.
Opinion
الإرهاب النوعي.. وتهريب المواد المتفجرة
10 مايو 2015