ليلتان منتظرتان ومختلفتان عن باقي أيام العام تسبقان اليوم الموعود في برلين لتحديد بطل دوري أبطال أوروبا. لقاءان في القمة بدءاً من مساء هذا اليوم بمواجهة البايرن الجريح ضد البارسا الكبير، ويوم غد بين الريال المحير واليوفي بطل الكالتشيو. أغلب الترشيحات قبل بدء الجولة الماضية ذهبت لأندية على حساب الأخرى لبلوغ المباراة النهائية عطفاً على المستوى ووفرة النجوم، لكن من بعد انتصار السيدة العجوز على النادي الملكي واكتساح البلوغرانا للنادي البافاري تغيرت أمور كثيرة وتبدلت مفاهيم بتبدل أحوال الأندية الأربعة الكبار، وكما قيل في الأمثال دوام الحال من المحال.بيب جوارديولا لا يعيش أفضل أوقاته، أيام أخيرة كانت صعبة عليه كصعوبة لقاء الليلة أمام البارسا الذي عاش فيه أجمل أيامه. بالتأكيد يعلم جوارديولا بالأخطاء التكتيكية التي صاحبت لقاء الأسبوع الماضي التي أدت لخسارته بثلاثة أهداف نظيفة ويعلم كذلك بجودة لاعبيه التي بانت في الشوط الثاني والتي سيعول عليها في لقاء اليوم لكنه في المقابل عليه بالعمل على استرجاع الثقة وترميم الشرخ في العلاقة بينه وبين بعض لاعبيه. سيعول جوارديولا على مكتسبات لقاء بورتو في الدور السابق وكيف اكتسحه البايرن بسداسية عندما اختار الطريقة المناسبة والأسلوب الصحيح بنهج أسلوب الضغط العالي والافتكاك السريع، وفي التحول الهجومي ذكرنا بأسلوب المدرب السابق للبايرن يوب هانكس باستغلال الأطراف ولعب الكرات العالية للتسجيل بالرأس.إذا ما استطاع البايرن تسجيل هدف أو هدفين في الشوط الأول فأننا سنستمتع بمباراة غاية في الروعة والإثارة لكن عليه أن لا يأمن فعالية هجوم البارسا الذي بإمكانه في أي لحظة قتل حلمه وحلم جماهير البايرن.يملك البارسا خيارات أفضل من البايرن لحسم المواجهة. استقرار فني واضح، تجانس وتفهم لأسلوب لويس إنريكي، عودة لاعبيه لمستواهم المعهود كداني الفيش وبيكيه وامتلاكه لأفضل خط هجوم في العالم.يعلم إنريكي أن فارق الثلاث أهداف يضع كامل الضغط على منافسه الذي بكل تأكيد سيلعب مندفعاً مما يكشف خطه الخلفي الضعيف أساساً، لذا من المحتمل أن يعمد إنريكي على الدفاع في وسط الملعب من أجل جعل البايرن بعيداً عن مرماه واللعب على المرتدات أو يعمد على أسلوب الضغط العالي لمفاجأة الخصم وإدخاله في مرحلة الشك.لقاء ملتهب آخر يلعب غداً على ملعب السينتياغو بيرنابيو. مباراة الفرصة الأخيرة لبطل النسخة الماضية لإنقاذ موسمه وحفظ الهيبة، أما بطل الكالتشيو فلتأكيد فوزه المستحق ذهاباً بهدفين لهدف وتأكيد أحقيته لبلوغ نهائي برلين. كارلو أنشيلوتي المحير في اختياراته لطريقة اللعب والأسلوب ولإدارته المهزوزة لمجموعة لاعبيه يسقط في المواعيد الكبرى، لكن ما يحسب له أنه متمرس في بطولة دوري الأبطال. لذا فأن الفرصة مواتية لحسم المباراة خاصة وأن تسجيل هدف وحيد كافٍ لبلوغ النهائي.أعتقد أن اللعب بطريقة 4-4-2 هي الأنسب واعتماد أسلوب اللعب المتوازن وتنويع الهجمات من الأطراف والعمق مع خيار التسديد من خارج منطقة الجزاء كفيلة بإنهاء المباراة لمصلحة الريال.ماسيمو اليجري بذكائه التكتيكي وبأسلحته قادر أن يلحق الضرر بفرقة أنشيلوتي. برجوع بوجبا ستزداد قوة الفريق في الناحية الدفاعية وحل إضافي في الناحية الهجومية. تميز تيفيز في التسجيل واللعب بين الخطوط بالإضافة للضغط العالي الذي يجيده موراتا سيسبب الكثير من المشاكل لريال مدريد. اليجري سيعمد أيضاً لانتهاج الأسلوب البدني وإلى استغلال ضعف الريال في الكرات الثابتة واللعب عليها.هل حسم الأمر لبرشلونة أم يكون ملعب اليانز آرينا أملاً للبايرن؟هل يتكرر الأمر في ملعب السينتياغو بيرنابيو أم ينهى اليوفي أحلام الميرينغي؟