مهما بلغتِ أيتها المرأة أعلى المراكز والمناصب ومهما بلغتِ أعلى درجات الشهادة والأوسمة الرفيعة؛ عفواً فما زلت مجهولة، فلم ولن تكوني بذلك إلا امرأة مختلفة من الفئة السادسة، فأنت تخلفتِ عن سباق الشهرة العالمية؛ فمن هي تلك المرأة البحرينية التي وصلت إلى هذ الانتشار؟لقد خص الإسلام المرأة بامتيازات عن الرجل تقديراً وإكراماً لها، مقابل ما كلفها به من أمرين عظيمين وجليلين؛ تتحمل مسوؤليتها العظيمة والرفيعة، وتحملها في إعداد نفسها لتكون سكناً معنوياً وروحانياً وحسياً لزوجها يأوي إليها ويرتبط بها برباط المودة والرحمة.أما الأمر الثاني؛ تحملها أعباء الحمل ومخاطره ومشقة الولادة، ومسؤولية الأمومة في حضانة ورعاية وتربية أبنائها وتحمل مسؤولياتهم، كذا تجلى الإسلام؛ فقد أقام علاقة تكاملية بين حقوق وواجبات الرجل والمرأة، ومنحها من التبجيل والتكريم أكثر من الرجل، كما ورد في وصايا رسولنا الأعظم، محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة وفي خطبة الوداع، كذلك خصها الله بسورة في القرآن الكريم من طوال السور، سورة النساء، والتي تنص على قواعد يجب مراعاتها في المعاملات المتعلقة بالنساء بجميع حالاتها.مملكة البحرين كانت سباقة في حقوق المرأة بناءً على توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله ورعاه- بشأن المطلقات والأرامل والمهجورات والعازب الحاضنة وحاضنة اليتيمة، وأن تشملهن علاوة غلاء المعيشة وضمان توفير سكن لهن ومقومات رغد العيش والحياة الكريمة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة للنهوض بها، وتقديم اقتراحات بتعديل التشريعات المتعلقة بالمرأة، وأيضاً لديهن الحق بالاستفادة من الخدمة الإسكانية تحت مسمى «الفئة الخامسة».لكن للأسف قد تم إهمال التصنيف، والذي لا يمت لذوي الاحتياجات الخاصة أو الإعاقة الجسدية؛ إنما الظروف التي أدت إلى ظهور حالات تغاضى الكثير عنها أو تجاهلها أو أغمض عينيه عنها حتى لا يتحمل المسوؤلية، أو بسبب إحساسه بالحرج لكونها امرأة أو بسبب مركزه.إنها قصص مكررة، حيث تكالبت تلك الظروف على النسوة من قساوة الدهر وتقلباته، ويحكى أنه على الساحل الغربي في البحرين امرأة من أصل طيب وذات عفة وشرف عاشت وحيدة لأبويها في دلال، ونتيجة فقدان أبويها والظروف الاجتماعية المحيطة بها والحالة النفسية الحادة نتيجة صدمة شديدة، أصبحت في عزلة وحيدة محاطة بالوساوس والاكتئاب، وظلت على هذا الحال إلى أن تجاوزت الستين من عمرها، رغم وجود سكن لها ومأوى لكنها تحتاج لرعاية صحية.أصبحت هذه السيدة من معالم القرية وأشهر من نار على علم، يأتيها القاصي قبل الداني من دول الخليج من شباب وشابات وفتيات مراهقات، تتوالى ضحكاتهم قبل خطواتهم، وينتهي بهم التصوير على اليوتيوب والسناب شات، وصل صيت هذه السيدة إلى أمريكا وأقاصي دول العالم، تحدثت معها ورأيت حالها، لكن «اليد الوحدة ما تصفق»، فهذه من الفئة السادسة التي سقطت سهواً في ملفات المرأة البحرينية.أناشد وزارة الصحة لعمل لجان متخصصة للاهتمام بشؤون المواطنين والمواطنات ممن هم بحاجة ليد العون، وعمل زيارات منزلية لهم، وبالتعاون مع وزارة التنمية، والقيام بجولات تفقدية في مناطق وقرى البحرين وإجراء اللازم، أكرموا المرأة البحرينية فأنتم ستارها وغطاؤها في سرائها وضرائها.