التدخل الإيراني في شؤون البحرين مستمر، ودول الخليج العربية لن تستكين إلا عندما تتجه أنظار الدول العظمى نحو إيران، كما فعلته -هذه الدول- بالعراق إبان النظام السابق لصدام حسين، «ويا ليت» يكون ردهم رادعاً للمرشد الإيراني خامنئي الذي صرح بأن إيران سوف تستمر في التدخل في شؤون البحرين لنصرة الشعب المظلوم، مع أن الشعب الإيراني والأقليات التي تعيش على أرض إيران هم بحاجة ماسة لرد سريع لصد الظلم الواقع عليهم من السلطة الإيرانية «الله يكون بعونهم». أتوقع بأن المنظمات الدولية والمنظمات الحقوقية والدول العظمى عندها لبس في خارطة الطريق، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، أتوقع بأنها بحاجة إلى نظارة جديدة ترصد بكل اعتدال ما يجري في هذه المنطقة، أنظارها دائماً تتجه إلى مملكة البحرين وتغض النظر عن إيران، هي بحاجة إلى أن تركز جهودها في القضاء على التمييز والعنف والإرهاب بجميع أشكاله في إيران، لأن حكومة إيران هي من تحتاج إلى استقرار في ديمقراطيتها، هي بحاجة إلى أن تجتهد لتكون أكثر موضوعية، خصوصاً مع مجتمع تتعدد فيه القوميات والطوائف والأحزاب، فعلى أرض إيران هناك شيعة بجانب السنة وهناك فرس بجانب العرب وهناك اليهود والمسيح والبلوش والبهائيون فجميهم إيرانيون؛ إلا أن هناك تمييزاً صريحاً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران بحاجة أيضاً لتغيير سلوكها وتفكيرها حتى تتحول من مبدأ التمييز المتعمد السلبي إلى مبادئ صحيحة تقوم عليها الدولة المسلمة الحقة والدولة الديمقراطية، مثل التكافؤ والعدالة بين الشعب الواحد، وتجعل من الجميع -حتى الأقليات- يشاركون في تنمية إيران بدلاً من أن تكون قائمة فقط على السلطة الفارسية المتمثلة في ولاية الفقيه، وعليها أيضاً أن تسمح لمؤسسات المجتمع المدني أن تشارك في بناء إيران بدلاً من أن تعتقل المنتسبين إليها كلما حاول الشعب الإيراني أن يطالب بأبسط حقوقه الديمقراطية، المدنية والسياسية. الأقليات العرقية والدينية في إيران، حسب تقرير منظمة العفو الدولية، تعاني كثيراً من عدم تكافؤ في الفرص، والتمييز في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فهم يتعرضون للإهمال والحرمان الاقتصادي، وعدم الحصول على فرص عمل وسكن لائق وخدمات اجتماعية تليق بالشعب الإيراني كونهم بشراً. فالإهمال والتمييز في الحقوق المدنية بالتأكيد هدفه نشر الفقر والمرض والجهل بين الأقليات العرقية والدينية في إيران، والتي تعتبر من أساسيات الحقوق لأي شعب من شعوب العالم، ناهيك عن طمس هويتهم وثقافتهم ومذاهبهم. هذه ليست بدولة مسلمة، هذه «بقالة» تنتهك فيها الحقوق الإنسانية على الملأ، والمنظمات ساكتة لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم عن هذه الانتهاكات الإيرانية التي تمارسها حكومة إيران على مواطنيها، وتسمح لميليشياتها أن تنشر الفوضى والإرهاب في البلاد الآمنة، وتصرح بعين قوية بمهاترات، ولو ركزت قليلاً على شعبها لكان شعبها من أرقى وأقوى الشعوب وأشبع البطون. بالرغم من عدم إنصاف بعض المنظمات الدولية والحقوقية للبحرين -ودائماً تكون تقاريرها غير واقعية وغير منصفة- إلا أن مملكة البحرين لا تأبه بذلك؛ فهي مازالت تعين وزراء وقياديين في مناصب عليا من الطائفة السنية والشيعية، ودائماً هناك تنوع في تشكيل البرلمان من مختلف الطوائف والأديان، وتسمح للجميع بأن يتساوى في التعليم وتلقي العلاج وتوفير المسكن اللائق وفرص العمل للجميع، وتسمح للجميع -المسلم وغير المسلم- أن يمارس طقوسه الدينية بحرية تامه، ذلك لأن مملكة البحرين تحمل على عاتقها إعطاء وحماية حقوق المواطن المدنية والسياسية في بلد صغير تتعد فيه الأديان، ولأن مملكة البحرين تسير على النهج السوي والتكافؤ والعدل، فأنظار العالم عليها لا على انتهاكات إيران الصريحة والواضحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وبالطبع ليس على شعب إيران المهضوم حقه. نتطلع ليوم يخرس فيه نباح إيران بحزم دول الخليج العربية، ولقوى تعصف بالألسن الطويلة التي تتطـــاول على العرب والإســلام.
Opinion
تمييز.. الإسلامية الإيرانية
19 مايو 2015