أستميحكم العذر في مساحة اليوم لأتحدث عنا نحن أهل الصحافة وكتاب الرأي، إذ الأمس كان يومنا، إن جاز لنا التعبير، بمناسبة يوم الصحافة البحرينية والتكريم رفيع المقام من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه.اتحدث وأنا أنهي 16 عاماً من العمل الصحافي والذي بدأته في عهد أميرنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وتطورنا فيه وخضنا فيه تجارب غزيرة عديدة في عهد جلالة الملك أيده الله ومشروعه الإصلاحي، وطوال هذه الفترة وما سبقها أيضاً كان رفيق درب الصحافة دوماً رئيس الوزراء الموقر خليفة بن سلمان.اهتمام الدولة كبير بالصحافة، وإيلاؤها مكانها الصحيح في عمليات النهوض بالمجتمع مسألة يمكن إدراكها بوضوح، لكن يظل الأمير خليفة مميزاً بشكل لامع ولافت في شأن تعاطيه مع الصحافة.هذا الرجل العظيم بمنجزاته وعطائه الوطني، عايشنا يوماً بيوم، تفاعل مع ما نكتبه ونعبر عنه من آراء وأفكار وما نوصله من هموم ومشاكل الناس لحظة بلحظة، لم يوجد يوم واحد لم تكن فيه للصحافة موقع لدى خليفة بن سلمان.بعد ظهر الأحد الماضي وعند إشارة الرفاع رأيت شخصياً موكب الأمير خليفة يسير باتجاه بيته، ويمكنك أن تلاحظ بشكل واضح سمو الأمير وهو جالس في المقعد الخلفي بالسيارة وهو يقرأ صحيفة. وطبعاً نعرف تماماً نحن أهل الصحافة أنه يقرأها منذ الصباح الباكر، وهذا يعني أنها لزيمته –أي الجريدة- حتى في تنقلاته.التكريم الذي حظيت به بالأمس ومعي عدد كبير من الزملاء، في حفل هو الثاني من نوعه، هو بمثابة التقدير الكبير الذي يكنه خليفة بن سلمان لأهل الصحافة، هو تأكيد على ثقته بأن الصحافة طالما مارست دورها المطلوب فهي أداة بناء في المجتمع، مساهمة في الإصلاح والتطوير والتعمير.لعل كثيراً من الناس لا يدرك المضامين العميقة لما نقول، لكن صدقوني كتاب الرأي والصحافيون الذين يجتمعون دورياً برئيس الوزراء في مجلسه أو في لقاءاته معهم يعرفون ما أعني، أمام رجل دولة مثل خليفة بن سلمان هناك مسؤولون ترتعد فرائصهم احتراماً وهيبة لمقامه الكبير، لكننا ككتاب يرفض سموه أن نتحفظ في الكلام، لا يقبل بأن نجمله، يطلب منا القول المجرد الخالي من التجميل، يقولها بصراحة تكلموا وقولوا وانتقدوا، ونحن نفعل وبعض من الزملاء ذلك دوماً، لا أذكر عدد المرات التي وقفت فيها أمام سموه لأنتقد بعض الأخطاء في أداء بعض الوزارات، لأشير لبعض القصور في قطاعات الدولة، والوزراء المعنيون حاضرون، والله تجد أمامك قائداً حكيماً يتركك تكمل كلامك لنهايته، يستمع لك بتركيز وإنصات، وحينما تنتهي يرد عليك ويوضح ويتكلم، وكلامه ليس كأي كلام، كلام رجل يتفجر خبرة وحنكة، يتضامن معك في الرأي، يتفق معك على وجوب التصحيح، ويوجه في نفس اللحظة.لذلك نقولها لمسؤولي الدولة من وزراء وغيرهم، اسمحوا لنا، فنحن أهل الصحافة وكتاب الرأي ارتباطنا أقرب منكم برئيس الوزراء، استنادنا على ثقته ودعمه أقوى، هو صاحب الجملة الخالدة «انتقدوا خليفة بن سلمان لكن لا تسيئوا للوطن».وعليه فإننا نقول بلا تردد اليوم، تكريم الصحافيين فعالية جميلة، ويطرزها أنها تأتي من لدن رئيس الوزراء، هو رفيق دربنا الدائم أطال الله في عمره، هو الرجل الذي حينما يتكلم نراه منا معشر الصحافيين، حينما يعطي رأياً نراه وكأنه كاتب رأي لا يشق له غبار.رفيق دربنا الأمير خليفة بن سلمان .. نحن معك سائرون دوماً على درب هذا الوطن، ولأجل شعبه المخلص، وليحفظ الله بحريننا الغالية.