هل تتوقف القضية عند استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية «بابائي» كاحتجاج على تصريحات خامنئي العدائية للبحرين؟ فكم من المرات تم استدعاؤه؟ وكم من المرات أساء مراجع ورؤساء ومسؤولو إيران إلى البحرين؟ وكم مرة هددت حكومة إيران باحتلال البحرين؟ وكم مرة أعلنت إيران عن دعمها للانقلابيين؟ وكم مرة اعترف الانقلابيون بتلقي الدعم من طهران؟ ألم يخرجوا كل يوم على قنواتهم الفضائية؟ أليس هذا دليلاً لقبول هذا الدعم؟ فماذا كان رد فعل الدولة تجاه كل من خرج على هذه القنوات؟ وكم مرة سافر رؤوس الانقلاب إلى طهران، وكم مرة قابلوا مراجعها في العراق، وكم مرة اجتمعوا بالحكومة العراقية الداعمة للانقلابيين؟. ورغم هذه الأدلة الدامغة والاعتراف العلني من قبل إيران بدعم الانقلابيين والتهديدات الإيرانية المستمرة للبحرين، إلا أن العلاقات مازالت مستمرة، من شركة وطنية تنقل الميليشيات الانقلابية لتلقي التدريبات العسكرية في طهران والنجف وتأتي بالرزم والمؤن، وعلاقات اقتصادية مزدهرة، فمازالت المراكب الإيرانية ترسو على موانئ البحرين ظاهرها «كازو وبيدان» وداخلها الله وحده العالم، كما مازالت السفارة الإيرانية مفتوحة، والقائم بالأعمال مثل كل مرة يستدعى ويعود إلى مقره. فإذن الاستدعاء نتمنى أن يتخذ معه أجراء صارم أقلها تجميد رحلات الطيران إلى العراق وإيران، حيث اختصرت المسافة والعناء للميليشيات التي تذهب إلى التدريب ثم تعود. وها هو المطار يشهد على الأشكال التي تذهب إلى التدريب، فلا يحتاجون إلى تحرٍّ وبحث بل يلبسون السواد وملابس بعضهم قد خطت عليها عبارات طائفية. إذاً القضية ستستمر حتى بعد استدعاء بابائي.القضية لن تتوقف عند استدعاء «بابائي»، وذلك عندما يصدر بيان فيه استعداء على الدولة، مثل بيان عيسى قاسم في 14 مايو 2015، أي قبل إعلان خامنئي دعم الانقلابيين بثلاثة أيام، حيث قال فيه «سخف في الرأي واستسلام للهوى والغرور، أن تطلب حكومة البقاء بظلم شعبها».ألا يتوافق هذا البيان مع إعلان خامنئي دعمه على حد زعمه للشعب البحريني المظلوم؟ وما الفرق بين هذا البيان وبين ما أعلنه خامنئي، ألا يتوافق المضمون، ألا يلتقيان في المفهوم؟ إذاً لماذا يستدعى القائم بإعمال السفارة الإيرانية احتجاجاً على تصريحات خامنئي، ولا تستدعي الدولة وتحاسب مواطناً من مواطنيها يتطاول على الدولة بألفاظ وشتائم؟ ولم يقتصر بيان قاسم على هذا التطاول بل زاد عليه بقوله «إن التسويات الصورية والمهينة تكريس للوضع الضاغط السابق المذل المهين الذي فر منه ولا يقبل أن يعود إليه»، أليس هذا اعترافاً صريحاً على قيادة هذا الشخص للانقلاب الذي تدعمه إيران؟ إذاً لماذا لا تستدعيه الدولة أو على الأقل تكتب له مكتوب لفت نظر، أم أن ردود الفعل على رسالة وزير العدل إلى عيسى قاسم في أغسطس 2011، قد دفعت الدولة إلى صرف النظر؟ وهي الرسالة التي وجهها وزير العدل إلى عيسى قاسم والتي أشار فيها فقط إلى أن «خطب قاسم الأسبوعية أحد الدوافع الأساسية لزج بالشباب نحو العنف والتخريب، وأن الأمر تجاوز حد المقبول». حيث وصف المدعو عبدالجليل خليل أن خطاب وزير العدل كـ»المساس بالنار»، كما قال المدعو الغريفي «إن الرسالة الموجهة إلى عيسى أحمد تشكل استفزازاً صارخاً للطائفة بكاملها»، أم أن زيارة مبعوث أوباما لعيسى أحمد عندما لامست يد رجال الأمن جدار منزله، تجعله فوق المحاسبة أو حتى النقد؟إذاً الدولة اليوم أمام اعتراف من إيران بدعمها للانقلابيين، وبيان فيه تطاول على الدولة من قبل ممثل إيران الذي يحمل الجنسية البحرينية، فمن هو أولى بالمحاسبة؟ ثم أليس بيان عيسى أحمد هو استفزاز صارخ للدولة وشعبها بالكامل، أليس هذا البيان كـ«المساس بالنار»، وذلك عندما يتحالف صاحبه مع إيران في استمرار التخطيط للانقلاب، ثم أليس هذا التزامن بين بيان قاسم وإعلان خامنئي يعد دليلاً على التخابر والتنسيق بين الانقلابيين في البحرين وإيران؟القضية لن تقف عند دعم خامنئي الصريح للانقلابيين، ولا عند إعلان عيسى أحمد استمرار المؤامرة الانقلابية، فستواصل إيران تدخلها في البحرين ودعمها الانقلابيين، وقد يأتي اليوم الذي تنفذ فيه إيران دعمها الذي وصفه خامنئي بـ«قدر المستطاع»، والله أعلم «قدر المستطاع» على أي شكل سيكون، وسيستمر عيسى أحمد في تطاوله وتحديه للدولة، وسيستمر الانقلابيون في دعم الإرهاب والتحريض عليه، طالما لم يكن هناك رادع يتناسب مع حجم التهديد.
Opinion
وماذا عن بيان قاسم؟
20 مايو 2015