ميليشيا «قاصم الجبارين» المرتبطة بإيران تنتشر قبل أيام في قضاء النخيب التابع لمحافظة الأنبار وتعلن ضمه لمحافظة كربلاء، بعدها لقاء يضم رجل الدين الشيعي حسن الصفار خطيب جمعة القطيف مع صدر الدين القبانجي خطيب جمعة النجف ويتباحثان في أمر عاصفة الحزم! ثم زيارة وفد يمني حوثي إلى العراق يلتقي خلالها عدداً من الشخصيات الدينية والسياسية الشيعية، وأخيراً تسريبات إيرانية عن جمع إيران 100 ألف متطوع إيراني لتشكيل قوة عسكرية أطلق عليها اسم «درع كربلاء» خلال الأسابيع القادمة ووضعها تحت الجهوزية باتجاه العراق، فما سبب هذه التحركات ولماذا درع كربلاء؟.تحاول إيران مشاغلة المملكة العربية السعودية وتهديدها بفتح أكثر من جبهة معها، كل ذلك في إطار حرب نفسية، فمع هذه التحركات هجمة تصريحات وتهديدات تصدر من مسؤوليها، بما فيهم روحاني وخامنئي، لكن لو نظرنا إلى هذه التحركات داخل العراق لوجدنا أن لا قيمة لها، فالنخيب التي احتلتها الميليشيات التابعة لإيران مع أنها تضم عرعر منطقة المنفذ الحدودي مع السعودية؛ إلا أنها ليست المنطقة الحدودية الوحيدة مع السعودية فالحدود طويلة وتمتد إلى مناطق تقع ضمن هيمنة الميليشيات الشيعية منذ 13سنة، كما أن هذا المنفذ مغلق ولا يفتح إلا مرة واحدة في السنة ليمر الحجاج من خلاله، إضافة لذلك فإن منطقة النخيب لم تقتطع إدارياً من محافظة الأنبار وتضم إلى محافظة كربلاء، كما تروج الأحزاب الشيعية، وإنما جعلت تابعة لقيادة عمليات كربلاء عسكرياً فقط.أما زيارة الصفار للقبانجي وتباحثهما حول عاصفة الحزم فهي لا تختلف عن مباحثات دولة جنوب السودان مع الصومال حول انتشار الأسلحة النووية، فمن هو الصفار ومن هو القبانجي! ثم ماذا سيحصل الحوثي من العراق المفلس والمنهوب؟ وماذا سيحقق له إخوانه في العراق وليس لهم معه حدود وبينهم وبينه مسافة كبيرة؟ إلا إذا كانت زيارته مشهداً لا قيمة له في مسرحية فاشلة، الواقع أن هذه التحركات تريد إيران منها إظهار أن هناك تنسيقاً شيعياً شعبياً وحكومياً في المنطقة لمواجهة الظروف المحيطة، فالسعودية تدك معاقل الحوثي يومياً وتبعد خطره عن حدودها، وسوريا تتعرض فيها إيران لخسائر في الأرض والجنود مقابل انتصارات دراماتيكية للفصائل السورية والعراق خسرت فيها محافظة الأنبار، ومع ذلك لا قيمة لما تظهره من تنسيق فالكل يعرف أن هؤلاء ليسوا أكثر من بيادق على رقعة شطرنج تحركهم إيران بأوامرها.والحديث عن تشكيل قوة درع كربلاء لا يخرج عن هذا السياق، فاختيار كلمة درع توحي بأنه وجد ليقابل درع الجزيرة، لكنه لن يكون هكذا والسبب الحقيقي لوجوده -إن وجد- فهو المحافظة على وجود إيران عسكرياً في العراق الذي تعتبره البلد الأهم ومحاولة تجنب الخسائر التي قد تحدث لها كما يحصل في سوريا الآن، خصوصاً بعد تصريح البغدادي بأن القادم هو بغداد وكربلاء، فإيران تنتقل من الهجوم إلى الدفاع.