أحداث وقضايا كثيرة شهدتها الساحة الرياضية المحلية والعالمية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة كنت أتابعها عبر وسائل الإعلام المتعددة سواء عندما كنت خارج حدود الوطن أو بعدما عدت إليه من إجازتي الخاصة ولعل أبرز هذه القضايا فضيحة الفساد التي كشفتها أجهزة المخابرات الأمريكية وأحدثت زلزالاً مدوياً في أروقة الفيفا قبيل انعقاد اجتماع الجمعية العمومية بساعات قليلة، غير أن ما يعنيني أكثر هو قضايا رياضتنا المحلية باعتبارنا جزءاً لا يتجزأ من هذه الرياضة وأن واجب المهنة يحتم علينا أن نكون شركاء إيجابيين لإنارة الطريق أمام أصحاب القرار في المنظومة الرياضية.كنت قد أشرت في أحد أعمدتي الأخيرة إلى أن مشكلة كرة القدم البحرينية لا تكمن في هوية المدرب الذي يقود منتخبنا الوطني أو منتخباتنا الوطنية عامة إنما تكمن في غياب الخطط والاستراتيجيات طويلة الأمد وغموض الأهداف وغياب الاستقرار الإداري والفني للمنتخبات الوطنية.هذا ما صارحت به رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الأخ الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في لقائي معه قبل أسبوعين تقريباً ووجدته مؤيداً لوجهة نظري، ومؤكداً عزمه على المضي في نهج الاستقرار الفني والإداري مع المدرب الأرجنتيني العالمي باتيستا، وهذا التصريح يكشف مدى جدية رئيس الاتحاد في تطبيق سياسة التغيير تطلعاً لإعادة الكرة البحرينية إلى بريقها وتألقها الذي كانت عليه في مطلع الألفية الثالثة.الأرجنتيني باتيستا لا يحتاج منا إلى شهادة فتاريخه التدريبي موثق وأسلوبه مستمد من المدرسة الأرجنتينية المعروفة بشموليتها وجديتها الأمر الذي يدعونا إلى التفاؤل إذا ما أتيحت له الفرصة الكافية من الاستقرار لخلق منتخب بحريني جديد يعيد للجماهير الفرحة والابتسامة.الرجل بدأ المهمة معتمداً على مجموعة تشكل نخبة اللاعبين البارزين في المسابقات المحلية أغلبها من الوجوه الشابة مدعمة ببعض عناصر الخبرة التي مازال بإمكانها العطاء وهذه التوليفة من اللاعبين تحتاج إلى وقت للانسجام الفني والمعنوي ونحن كإعلام رياضي أول من يجب أن يدعم منهج الاستقرار وعدم التسرع في إطلاق الأحكام المبنية على نتائج المباريات علماً بأن النتائج ليست المعيار المطلق للحكم على كفاءة المدربين خصوصاً في مثل أوضاعنا الرياضية عامة وكرة القدم خاصة.