شدتني في الآونة الأخيرة التصريحات الصحافية الكثيرة في الفترة من نهاية العام الماضي وحتى يوم أمس عبر الصحف المحلية الزميلة من الاتحاد البحريني لكرة القدم حول عملية الاحتراف وتطبيقها في البحرين للتوافق مع نظم الاتحادين القاري والدولي في العملية التنظيمية للعبة كرة القدم والسعي لتطويرها بشتى السبل والاأساليب، فجاء تصريح سعادة رئيس الاتحاد في الزميلة الوسط بأن تطبيق الاحتراف سيكون في 2017 والاتحاد البحريني عازم كل العزم على تطبيق نظام الاحتراف وإطلاق اللجنة المختصة بالعملية الاحترافية، لكن ما يشد الانتباه أكثر ويلفت النظر، هو ما قاله رئيس الاتحاد بأن الاتحاد أصبح على قناعة بأن يقبل بالأمر الواقع ويطبق الاحتراف ولا ينبغي أن ينتظر أكثر مما انتظر!! في دلالة على عدم الاقتناع بتطبيق الاحتراف في هذه الفترة أو عدم جاهزية البحرين لتطبيق هذا النظام من الأساس، لكنهم مجبرون على التطبيق والرضوخ للأمر الواقع، وهي ودلالة واضحة على مواكبة الموجة «الموضة» في ما يسمى الاحتراف.ويوم أمس ومع انطلاق شهر يونيو، خرج لنا الأمين العام للاتحاد البحريني لكرة القدم بتصريح في الزميلة «البلاد» يذكر فيه بأن الاتحاد البحريني لكرة القدم سيطبق نظام الاحتراف في الموسم 2017/2018!!! في تأكيد واضح لتصريح رئيس مجلس إدارة الاتحاد الذي أكد التطبيق في 2017.السؤال الذي يطرح نفسه اليوم للاتحاد البحريني لكرة القدم، بغض النظر عن الأمر الواقع الذي تكلموا فيه، هو «هل أندية البحرين مؤهلة لدخول عالم الاحتراف بشكل كلي؟ وهل وصلت عقلية اللاعبين البحرينيين للمستوى الاحترافي الكامل كي يدخلوا منظومة الاحتراف ويحسبوا على قائمة المحترفين؟».فتقرير الزميل عبدالله البابطين يوم أمس في الزميلة «الأيام»، يعكس حال الكرة البحرينية وما يثار من وصول أندية البحرين لمرحلة الاحتراف، حتى وإن كانت الأندية ترتبط مع لاعبيها بعقود شبه احترافية، فتخيل أن لاعبي الأندية الدوليين المرتبطين بعقود مع أنديتهم يطلبون من أنديتهم المشاركة في البطولات الرمضانية المحلية والخليجية، أضف إلى ذلك مشاركة أغلب اللاعبين المسجلين في أنديتهم في البطولات الصيفية التي تقام على العشب أو داخل الصالات بعيداً عن العقلية الاحترافية والعمل المنظم والمخطط له.كما ذكر رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم بأنه حينما يفرض الاتحاد تطبيق الاحتراف ستعمل الحكومة والجهات المعنية على إصدار القوانين المتعلقة بالاحتراف والذي سيساعدنا على استكمال مسيرة الاحتراف بنجاح أكبر، في مخالفة لما عرفناه بأن إطلاق أي مشروع يجب أن يكون مدروساً وفق قوانين ثابتة لا أن نطلق المشروع و«ننتظر الفرج»، ورداً على هذه الجملة بالتحديد حصلت -في مقابله- الأندية على ما يساعدها في الاحتراف بتخفيض موازناتها التي ستضرب مشروع الاحتراف الذي يحلم الاتحاد بتطبيقه.الأمر الواقع سيدي الرئيس يحتم علينا العمل على الارتقاء بالأندية وفق «لحافها»، فالأندية اليوم تحاول أن تمد «ريولها» على قد «لحافها» لتدارك المديونيات التي تكسر ظهرها وتصفر خزائنها بإدخالها لعالم الاستثمار الذي سينعشها ويساعدها لدخول عالم الاحتراف، والأمر ليس بهذه السهولة لفرض نظام الاحتراف على الأندية المعوقة مالياً.لفت نظر!!!الطموح للأفضل ليس بعيب ولا بالشيء المحرم، فلا ضير أن نسعى للأفضل ولا ضير أن نبحث عن الجديد والمميز، لكن الضير في أن ننظر للأعلى ولا نملك ما يثبت أقدامنا، فتكون السقطة هنا مؤكدة فتتكسر أحلامنا وينهدم ما بنيناه.