اتفق مع كل الآراء التي وصفت موسمنا الرياضي الذي يوشك على الانتهاء بانه موسم متميز من حيث الإثارة والندية إلا أنني أرى بأن ظاهرة عودة الجماهير إلى المدرجات بعد غياب دام لأكثر من ثلاث سنوات هي الظاهرة الأبرز في هذا الموسم. صحيح أن العودة الجماهيرية بدت بوضوح في الفصول الأخيرة والحاسمة من المسابقات إلا أنها أعطت مؤشراً إيجابياً على أن الجماهير الرياضية البحرينية لاتزال تحتفظ بحماسها وولائها وانتمائها إلى أنديتها وأنها لن تتأثر بفترة القطيعة التي شهدتها الملاعب الرياضية في السنوات الثلاث الماضية. الصالات المغلقة سجلت الرقم الأعلى في نسبة الحضور الجماهيري وتجلى ذلك بكل وضوح في المنافسات الحاسمة على بطولة دوري الكبار للكرة الطائرة التي حسمها الأهلي لصالحة وتكرر المشهد في مباريات كأس ولي العهد التي ظفر بها النصر، كما تواصل الزحف الجماهيري على منافسات كرة السلة وبالأخص في نهائيات بطولة الدوري التي ذهبت إلى خزينة نادي المنامة، ولم يكن نصيب كرة اليد أقل من ذلك فقد شاهدنا كيف اكتظت صالة الاتحاد بجماهير باربار والنجمة في النهائيات الثلاثة.أما كرة القدم – اللعبة الشعبية الأولى عالمياً– فإنها كانت الأقل نصيباً من الألعاب الجماعية الأخرى وإن كان الحضور في الموسم المنتهي للتو أفضل بكثير من المواسم الثلاثة الماضية وسجلت جماهير المحرق الحضور الأكبر إلى جانب جماهير الحد والرفاع الشرقي والمالكية ونتوقع أن تشكل عودة الأهلي وسترة إلى دوري الأضواء قفزة جديدة في حجم الحضور الجماهيري في الموسم الكروي المقبل نظراً لما يمتلكه الناديان من قاعدة جماهيرية عريضة.هذه العودة الجماهيرية لم تأت من فراغ إنما هي نتيجة لارتفاع وتيرة المنافسة الميدانية للمسابقات المحلية التي استمرت حتى الأمتار الأخيرة مما حرك غيرة هذه الجماهير ودفعها إلى الزحف إلى الملاعب بالكثافة التي شاهدناها وسعدنا بها ونأمل أن تستثمرها الاتحادات المعنية استثماراً جيداً للموسم القادم سواء عن طريق تنظيم المسابقات بالنظام الذي يضمن استمرارية المسابقة بدون توقفات أو تأجيلات أو عن طريق رصد الجوائز التحفيزية للجماهير كما إنها فرصة مناسبة لقناة البحرين الرياضية لاستحداث برنامج خاص لهذه الجماهير تعبر فيه عن انطباعاتها ومشاعرها وفي نفس الوقت يساهم هذا البرنامج في التوعية الجماهيرية والتعريف بالسلوكيات المثالية بعيداً عن التعصب غير المجدي. شكراً لجماهيرنا الوفية التي حركت الركود الذي ظل لفترة ليست بالقصيرة مخيم على المدرجات ونتطلع منهم إلى المزيد في قادم الأيام فبدونهم تفقد الرياضة طعمها الحقيقي.