لم تتوقف الميليشيات الصفوية في البحرين عند حرق مركبات رجال الأمن واغتيالهم؛ بل وصل هذا الإرهاب إلى دوريات المرور، وذلك ما يفسر إلى أي مدى وصلت هذه العقلية السفيهة الحمقاء الحاقدة التي تقود هذه الميليشيات، والتي تسعى بكل جهدها لتحويل البحرين إلى عراق آخر، ولكن يبقى السؤال؛ إلى متى سيستمر هذا الإرهاب؟ خاصة أن تنفيذ العمليات الإرهابية لا يتم من خلف جبال أو من وسط أدغال، بل على شوارع حيوية ورئيسة، وأمام مرأى المواطنين، وهذه الشوارع ليست بها مخابئ ولا مغارات يخرج منها الإرهابيون فجأة، فالعملية تكون من خلال إنزالهم من سيارة ثم يجبرون السواق على الوقوف لحين إتمام عمليتهم، وهي عملية بات نجاحها مضموناً بعد أن اعتاد المواطنون على هذه العمليات، حيث يكونون في وضع هادئ لا يمكنهم المحاورة ولا المناورة، لأنهم في وضع غير متأهب ولا مستعد، ثم إن هناك مع بعضهم عوائل يخافون عليها، وإن حاول أحد المواطنين المواجهة أو العبور بسرعة خاطفة يقوم الإرهابيون بعملية التصوير وبعدها يقوم الإعلام الانقلابي بتجريمه وتبرئة الإرهابيين.كان هناك حالة أو حالتان حين حاول مواطن الهرب من خطر الحريق، إلا أن صورته نشرت بتهمة محاولة اغتيال ودهس للإرهابيين من قبل الإعلام الانقلابي، حيث كان يطالب بإنزال أقصى العقوبة عليه، كما يقوم بنشر أرقام المركبات، مما يعرض حياة الأفراد والعائلات لخطر الانتقام المعروف من هذه الشرذمة، لكن مع الأسف لا يعقب هذه الحالات أي تعقيب من الجهات المسؤولة التي يجب أن يكون ردها حاسماً وحازماً، وأن تصرح بألا حصانة ولا حماية لأي إرهابي يهدد حياة الناس.إن تواصل العمليات ضد المركبات الأمنية ومن ثم مركبات المرور يجب أن يوضع له حد، وهذا لا يكون إلا عن طريق تغليظ العقوبة إلى السجن المؤبد وسحب الجنسية، لأنه لا مكان لأي إرهابي في البحرين، ولا يمكن أن تكون هناك رأفة لمن ينفذ عملية إرهابية وإن لم يسقط فيها ضحايا، وبالتأكيد ستسمر هذه العمليات طالما أن المحرضين يتمتعون بالحرية، والإعلام المحرض على الدولة مازال يتنفس براحة وأناقة عبر صحفه ومواقعه، وعبر تحليلاته وتحقيقاته ومقالاته بطريقة مباشرة أو بإشارة مقنعة.إن الإرهابيين في أي دولة لا يستطيعون مواصلة عملياتهم لأكثر من شهر أو حتى أسبوع، فهذه أمريكا تقمع الإرهابيين بكافة أنواع الأسلحة، وها هم رجال شرطتها وحتى رجال المرور منهم مسلحون، ليس في أمريكا فقط؛ بل هذه تركيا أيضاً التي خرج فيها المتظاهرون بأعداد كبيرة وبقوة وافترشوا الأرض، إلا أن الدولة واجهتهم بكل حزم، وها هم السياح من كل دولة في العالم لا يجدون لهم ملاذاً آمناً غير إسطنبول، حيث الأمن فيها على مدار 24 ساعة، فمركباتهم وقواتهم الراجلة مدججة بالسلاح، وحتى رجال المرور، وجميعهم في وضع تأهب واستعداد وبمظهر مهيب يجوبون الشوارع ليلاً ونهاراً في كل شارع وناحية.فإذا لم يواجه الإرهاب من الوهلة الأولى ولم تقطع يد الإرهابي ومن يقف وراءه، فإن هذا الإرهاب سيمتد ليس لسنوات بل ولعقود، وها هي البحرين تواجه الإرهاب منذ تسعينات القرن الماضي، ومازال مستمراً، بعد أن تم غض الطرف عن رؤوس الإرهاب، إذ يجب أن يحاكموا دون استثناء مع جميع من شارك في المؤامرة الانقلابية ومن أيدها ومن صمت عن إدانتها، لأن تنفيذ مؤامرة انقلابية ليس بالأمر الذي يغض الطرف عنه أو يتسامح فيه أو يجامل به مع أولئك الذين شاركوا حتى بالدفاع أو بالعصيان أو بأي صورة من الصور، هذا إذا أردنا وطناً آمناً للجميع، أما أن يترك الإرهابي ويتم العفو عنه ثم يعاود ويستمر الشحن ويتم الإعداد والاستعداد، فذلك يعني أنه سيستهدف المركبات الأمنية ومركبات المرور وسيارات المواطنين، وإن كان بعض منها تم استهدافه بالفعل، ولكن الإعلام الرسمي لا يخرج علينا بكامل الحقائق.إن شريعة الإسلام واضحة وقد فندت وشرحت عقوبة المفسدين في الأرض، ولذلك فإن عدم الأخذ بأحكامها سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في البلاد، فأحكامها تقوم على نفي المفسدين وتقطيعهم من خلاف وصلبهم ليكونوا درساً لكل من يحاول أن يعبث بأمن الناس، لذلك عندما تم التهاون في تطبيق القانون الإلهي لجأ المفسدون في الأرض إلى استغلال القوانين التي تحميهم من قوانين دولية وقوانين متعلقة بحقوق الإنسان، والتي قضمت حق الإنسان بالعيش بأمان ووفرت الحماية للإرهابي بشعارات وعللتها بمبررات ومصطلحات منها المطالبة بالديمقراطية وحرية الرأي، وغيرها من تسميات، إلى أن حللت هذه القوانين حتى الخيانة والعمالة والانقلاب على الدولة، بالتأكيد فهذه القوانين غير معمول بها في الدول الغربية ولا الولايات المتحدة الأمريكية.إنه بالطبع لأمر محزن حين يتعرض رجل الأمن للاعتداء وكذا اليوم رجل المرور، حيث كان الإرهابي وقادة الإرهاب يعللون أن رجل الأمن اعتدى أو أطلق طلقة مسيل الدموع أو استخدم هراوة، أما رجل المرور ماذا يحمل غير قلم ودفتر، فيقوم بتحرير مخالفات مرورية، أو يقف تحت أشعة الشمس الحارقة لينظم عملية السير، فهل هناك أكبر من هذه الجريمة الإرهابية التي بالتأكيد لن يتطرق لها الإعلام الانقلابي، حيث لا تتم إدانة هذه العمليات الإرهابية من قبل مؤسسات مدنية ولا شخصيات سياسية، ولا مجلس النواب ولا شورى، لأن العمليات الإرهابية صارت بالنسبة لهم أكثر من اعتيادية.