يجب أن تكشف الجهات والشخصيات الوطنية المخلصة اللثام عن وجهها في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، لتعمل بطريقة واضحة وصريحة في محاربة الإرهاب والتصدي له بكل عزم وحزم، فاليوم لا وقت للمجاملات والاختباء خلف أسماء مستعارة أو خلف لثام سميك، فالإرهاب وصل إلى أبواب دولنا، ولا نملك خياراً آخر سوى الوقوف في وجهه ومحاربته بكل الوسائل التي تحفظ وجودنا وأوطاننا.أمام الإرهاب المحلي والدولي لا وقت للمحاباة أو للخجل من إظهار الموقف الوطني الصارخ برفض كل أشكال الإرهاب، كما ليس من صالحنا مداهنة كل من يدعم الإرهاب، سواء بالسيف أو بالكلمة، فالوقت يمضي كالبرق، وليس أمامنا سوى التصدي له ومحاربته وتجفيف منابعه، فإذا لم نقم بهذا الواجب الوطني تجاه الإرهاب فإنه سيدخل إلى منازلنا شئنا أم أبينا.منذ أربعة أعوام أو أكثر أطلقنا دعوات لكل غيور وطني في البحرين لاتخاذ موقف من الإرهاب، وطالبنا كل بحريني أن يقف مع أخيه البحريني، بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي لتشكيل جبهة وطنية للحفاظ على البحرين من كل استهداف أجنبي، وإسكات الأصوات الطائفية التي تشوش الانطلاقة نحو التلاحم والتراحم، واليوم نجدد ونكرر الدعوة المفتوحة لكل إنسان يعشق تراب هذا الوطن للوقوف صفاً واحداً في مجابهة الإرهاب قبل أن يبلغ السيف العذل.نحن على يقين أن هنالك الكثير من الأصوات الوطنية المختبئة والخافتة،بدأت تعلو اليوم في سبيل الحفاظ على أمن الوطن والمجتمع، كما بدأت بعض التحركات الوطنية من مختلف الشخصيات البحرينية لرفع الصوت عالياً من أجل الوحدة ونبذ الخلاف، وذلك لطبيعة المرحلة الحساسة التي تشهدها المنطقة، ومع تصاعد وتيرة وتحركات الإرهاب في منطقتنا، كان لزاما على الشخصيات الوطنية أن تقف مع الوطن ضد كل التدخلات الأجنبية الإرهابية المشبوهة.اليوم سنبارك وسندعم وسنقف خلف كل صوت وطني يدعو للوحدة الوطنية، وسنساند كل تجمع أو تحرك لشخصيات عينها على الوطن، لنقف بعدها في خندق واحد في محاربة الإرهاب ومواجهة كل أشكال التطرف، وإخماد أصوات الفتنة التي تعلو بين الحين والآخر من ضعفي النفوس.في حب الأوطان لا مجال للتعاطف مع الإرهابيين، ولا مكان ولا معنى للطبقة المجتمعية الصامتة، فالتفجيرات الإرهابية المؤسفة التي طالت المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا تدفعنا أن نراجع حساباتنا ومواقفنا الوطنية، وأن نجمد خلافاتنا السياسية جانبا، والوقوف معا ضد الإرهاب، ذلك الذي بدأ يقف على الأبوب، والذي ربما يستغل أي ثغرة للانقضاض على الوطن في غفلة من أهله أو وقت انشغالهم بنزاعاتهم الداخلية.كلنا اليوم في مركب واحد، فإما أن ننجو معاً أو نغرق معاً لا قدر الله، وحتى ننتصر في معركتنا ضد الإرهاب يجب أن نزيد من جرعاتنا الوطنية والعقلانية، حيث في هذه المعركة المصيرية لا مجال للمجانين أو للمتهاونين أو حتى للصامتين.
Opinion
معاً في مواجهة الإرهاب
06 يونيو 2015