أولاً نقول بأن الدولة من صميم مسؤوليتها ضمان الاستقرار وتوفير الأمن للمواطنين والمقيمين.هذه معادلة ثابتة لا يختلف عليها أي شخص وطني ولاؤه لهذه الأرض، وعليه فإن أية جهود تبذل في هذا الاتجاه من قبل الجهات المعنية بالأمن في البلاد مسألة مقدرة وينبغي الإشادة بها.الخطوات التي تمت في الأيام الأخيرة من قبل وزارة الداخلية في ظل بروز شائعات وأخبار أقلقت الشارع، خطوات إيجابية وتفاعل معها المخلصون بشكل طيب، بغض النظر عمن أراد التصيد في المياه العكرة كعادته، وهم فئات باتت معروفة وإعلامهم مكشوف ومفضوح، وهم الذين لو كان الأمر بيدهم لدعوا ليل نهار أن تعيش هذه الأرض القلق والخوف والتوتر كل دقيقة وثانية، إذ هذه الآلية هي كانت أساساً محركاً لكل تحركات استهدفت مصير هذه الدولة وأهلها الموالين لترابها.ثانياً نقول بأن الإرهاب لا دين له، ولا يوجد أحد عاقل يقبل به، سواء أكان إرهاباً محسوباً على تيار أو مذهب أو جماعات معينة، من يهلل للإرهاب إن كان قريباً من انتمائه وتوجهه لا يمكن اعتباره إنساناً سوياً، ومن يحاول التبرير له لا يختلف عن الإرهابي نفسه الذي يخرب ويقتل ويفجر ويستهدف الأبرياء ويسعى لزعزعة استقرار أي مجتمع.الإرهاب الإيراني عبر أذرعه المختلفة وطوابيره الخامسة محارب وسيظل محارباً من قبل كل شخص سوي عاقل، سواء كان هناك في إيران ضد المختلفين مذهبياً أو فكرياً مع النظام، أو في العراق وسوريا واليمن، وعلى نفس الخط إرهاب داعش والجماعات الإسلاموية التي تبيح باسم الدين ارتكاب المجازر في البشر. كلهم في خانة واحدة، لا تبرير يقبل من شيعي تجاه ما تفعله إيران وجماعاتها ولا تبرير يقبل من سني تجاه جرائم داعش، ومن يريد الربط والقول بأن ظهور هؤلاء نتيجة لما يفعله أولئك، هو أصلاً يريد خلط الأمور وتضييع بوصلة الأمور.هنا نتحدث عن موضوع الأمن، وأين تكون مسؤولية كل طرف من الأطراف في هذا البلد تجاهه باختلاف التوجهات والانتماءات العرقية والمذهبية.أقل الواجب من أي شخص يقول بأنه وطني وانتماؤه وولاؤه لهذه الأرض أن تصدر عنه إدانات لأي نوع من الإرهاب، من أي مصدر كان، فكما قلنا من يبرر للإرهاب هو مشارك فيه، داعم لتعزيزه وتوسعه، ولا تكفي هنا الكلمات المتحفظة والمواقف المحايدة أو الكلام المبني على اللف والدوران. هل تدين الإرهاب؟! إن كان نعم، فيفترض أن تدينه بكل أشكاله وأنواعه، لا توجد في إدانة الإرهاب كلمة «لكن»، لا توجد حالات ربط واشتراطات، لا يقبل التبرير، ولا يستساغ السكوت في وقت ينبغي أن يسود فيه الكلام الصادح بالحق.مشكلة البعض أنه لا يمكنه إدانة الإرهاب بـ»تجرد»، واضح تماماً في ما يقوله وفي ما يكتبه وفي ما يتمثل به من مواقف أن الإرهاب لديه درجات وتصنيفات، هناك إرهاب يراه بعينه لكنه يغض النظر عنه، لأن إدانته تعني إدانة نفسه، خاصة وإن كان في يوم ما مروجاً له مبرراً له مدافعاً عن مرتكبيه.بالتالي من يريد اليوم أن يقنعنا بأنه ضد الإرهاب، وأنه من حقوق الإنسان، وأنه يسعى للسلام بين البشر، فعليه أولاً أن يمتلك الجرأة لإدانة الإرهاب بكافة أطيافه وأشكاله بكل تجرد دون النظر في كنه الإرهابيين وفي انتماءاتهم ومذاهبهم ومواقع انطلاقهم.والله لا يقدرون، فألسنتهم تثقل، وحناجرهم تغلق، وكيف أصلاً يمكن لمن يدافع عن إجرام نظام طهران وديكتاتورية الأسد وإرهاب الحوثيين أن يدين إرهابهم؟!
Opinion
هل يمكنك إدانة الإرهاب.. بـ «تجرد»؟!
07 يونيو 2015