تحت عنوان «التفريق بين المقاومة المشروعة والعمل الإرهابي» يسعى البعض إلى تأكيد فكرة أن خطف شارع بإحراق إطارات السيارات فيه لا يعد عملاً إرهابياً وإنما يدخل في باب المقاومة المشروعة. هذا تفكير غريب ولا يمكن قبوله، خصوصاً من جمعيات معينة ومن أشخاص معينين، ذلك أن في هذا العمل إرهاباً للناس وخطراً كبيراً على حياتهم. وكما أن القتل قتل سواء بالمسدس أم السكين أم بالخنق أو بأي وسيلة أخرى، كذلك فإن الإرهاب إرهاب سواء كان بتفجير سيارة مفخخة أم بحزام ناسف أم باختطاف شارع وتعريض حياة الناس للخطر، فالنتيجة واحدة والأذى لا يأتي فقط من تلك الوسائل فقط وإنما يأتي أيضاً من إحراق إطارات السيارات في الشوارع. يكفي الدخان الذي ينبعث من تلك الإطارات ويدخل على من قاده حظه العاثر إلى ذلك الشارع في تلك اللحظة التي قرر فيها خاطفو الشوارع التعبير عن تخلفهم والأفق الضيق لمن يحرضهم ويعينهم على هذا العمل، ويكفي الخوف الذي يتملك أصحاب السيارات الذين صاروا في المقدمة لو أنهم كانوا من النساء أو الرجال ضعيفي القلب أو كان معهم طفل رضيع، ويكفي أن يكون بين من يتعطلون من قد تكلفه دقيقة التأخير حياته «الخميس الماضي نشب حريق في سيارة مدنية كانت تقودها فتاة بأحد شوارع قرية المصلى أدى إلى تضررها بالكامل بسبب «قيام عناصر تخريبية بإغلاق الشارع بقطع إسفنجية وإطارات مشتعلة» كما جاء في بيان الداخلية، ما يعني أن الفتاة لو لم تتمكن من مغادرة السيارة في الوقت المناسب لصارت «من صيد أمس» ولما نفعتها الشعارات التي ترفعها «المعارضة» التي ربما تكون هي أحد مناصريها».اختطاف الشوارع بإحراق إطارات السيارات فيها إرهاب وليس مقاومة مشروعة، هذا أمر لابد أن يتفق عليه الجميع، لا يمكن مقارنة هذا العمل المتخلف والمعبر عن قلة الحيلة وغياب العقل بعمل سلمي يمكن من خلاله توصيل الرسالة المطلوب توصيلها بشكل أقوى. هناك آلاف الطرق والوسائل المشروعة التي يمكن بها توصيل ما يراد توصيله من رسائل والتعبير عن المواقف لا يمكن لأحد أن يقول عنها إنها عمل إرهابي لأنها ليست إرهاباً ولا يتضرر منها أحد، لكن العالم كله لا يقول عن اختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات ووضع فتاة وجهاً لوجه مع الموت بأنه عمل يدخل في باب المقاومة المشروعة، لأن الأذى منه واضح ومباشر ولأنه عمل غير مشروع بل عمل غير أخلاقي ومخالف للدين الإسلامي، حيث يوجد العديد من الأحاديث التي تؤكد أهمية إماطة الأذى عن الطريق «بالمناسبة، سبق للسيد عبدالله الغريفي أن دعا إلى التوقف عن هذه الممارسة، لكن الواضح أنهم ضربوا دعوته ونصيحته عرض الحائط.. وكذا سيفعلون لو جاءت من الشيخ عيسى قاسم».فليسأل من يقول إن هذا العمل مقاومة سلمية أولئك الذين تتقطع بهم الشوارع فلا يعرفون كيف يصلون إلى أعمالهم أو بيوتهم أو المستشفيات وليسمع بماذا يجيبونه، ومن يقول عكس ما يقولون يمكن أن يغير رأيه ببساطة لو تعرض هو أو زوجته أو أحد من أهله لما تعرضوا له فتعطلوا في الشارع أو شعروا في لحظة بأن النار تقترب من سياراتهم أو رأوا ابنهم الذي يريدون توصيله إلى المستشفى يموت أمام أعينهم بسبب تنفيذ البعض لعمل متخلف يعتبرونه مقاومة مشروعة. لا يمكن القول عن الخطأ إنه صح لأنه ببساطة خطأ، فالخطأ خطأ، وهذا عمل متخلف، ولا يمكن القول عن هكذا عمل سوى أنه كذلك، وإذا كان مقبولاً مثل هذا القول من ضيقي الأفق والمبررين للخطأ فالأكيد أنه لا يمكن قبوله ممن عرف عنه عكس ذلك.