نبدأ بالأقوال المأثورة والأشعار المنثورة التي تتحدث عن صفات أهل المكر ومنها:خرج الثعلب يوماً... في شعار الواعظينا فمشي في الأرض يهدي... ويسب الماكريناويقول: الحمد للـ...ه إله العالمينا يا عباد الله توبوا...فهو كهف التائبيناوينطبق هذا الوصف على ما جاء على لسان المدعو «ميلاد» الذي خرج علينا يوم أمس يدلي بالنصح ويبدي المشورة، ويمثل دور المشفق على وطنه، فيقول: «عملية التهديد الإرهابية التي حصلت لجامع «رأس رمان»، تقتضي أن يكون هناك تنسيق مشترك بين الأهالي ووزارة الداخلية، وخصوصاً في هذا الظرف التي تواجه فيه البحرين التهديدات الإرهابية، إذ يجب أن تعزز الثقة بين الأهالي ورجال الأمن ورص الصف الوطني»، هذا الواعظ الذي بالأمس وصفت جمعيته رجال الأمن بالمرتزقة -رجال الأمن الذين قضوا في تفجيرات مواقع طالتها يد الإرهاب والتي تقودها الوفاق- يخرج علينا ويتحدث عن خوفه على البحرين وكأن الإرهاب غريب على البحرين، الإرهاب الذي طال المساجد والشوارع وسفكت فيه دماء الأبرياء.هذا هو حال البعض عندما يخرجون اليوم إلى الدولة مبدين خوفهم ومظهرين حزنهم، فقط لمجرد إشاعة محبوكة بتفجير إرهابي قد يطال المسجد الذي يطلق عليه «رأس رمان»، في الوقت الذي فجر الإرهابيون الموالون لإيران والذين تقودهم الوفاق، مسجد الشيخ عيسى بالرفاع في يوليو 2013، الإرهابيون الذين تدافع عنهم جمعيتهم وتوكل لهم المحامين، الإرهابيون الذين لم يتطرق إليهم هذا وغيره من الذين يباركون الإرهاب ويلبسون عناصره الورد والرياحين عند إطلاق سراحهم، الإرهابيون الذين فجروا رجال الأمن وقطعوهم أشلاء وشقوا صدورهم وثقبوا رقابهم، الإرهابيون الذين تم بالأمس القبض على إحدى خلاياهم، حيث كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية على مساحة أوسع في البلاد. فأين تعليقهم وأين مطالبتهم لوزارة الداخلية بالوقوف صفاً مع رجال الأمن لمواجهة هذا الإرهاب؟ أم أن الإرهاب الذي تموله إيران هو إرهاب حلال يصف فيه رجال الأمن بمرتزقة يستحقون السحق والدهس، وأن الإرهابيين أبطال وشهداء، تخرج لهم مسيرات سنوية تحمل صورهم دون حياء ولا إحساس.إن الميليشيات التي تم تشكيلها بدعوى تفتيش المصلين هي نفسها الميليشيات التي حاصرت مستشفى السلمانية ومنعت العلاج عن المواطنين، وهي نفس الميليشيات التي انتشرت خلال المؤامرة الانقلابية ومنعت المواطنين من الوصول إلى أعمالهم، وهي نفسها الميليشيات التي أغلقت الشوارع المحيطة بـ«الدوار»، وطبعاً هذه أحداث محفورة في الذاكرة، وسيتم التذكير بها كلما دعت الظروف، وذلك كي تعلم الثعالب أنه لا تنطلي على الفطناء الشعارات ولا التصريحات التي هي معلومة أهدافها.إنها نفس الخطة التي تم تنفيذها في العراق عندما حشدت حكومتها ميليشيات بدعوى محاربة «داعش»، وذلك لتفرض سيطرتها على المناطق السنية ولتغطي جرائمها الطائفية بدعوى محاربة الإرهاب، وإنها نفس الأهداف التي كان ينوى التخطيط لها في السعودية بعد التفجيرين الأخيرين اللذين طالا مسجد «القديح» ومسجد «العنود»، والتي واجهتها الحكومة السعودية بكل حسم وصرامة، حيث كان جواب ولي العهد السعودي لأحد ذوي الضحايا هو السيف الذي قطع دابر الفتنة، وذلك حين قال إن «الدولة ستبقى دولة ومن يحاول أن يقوم بدورها سيحاسب»، وكذلك هي الدولة، فإنها سوف تتخذ الموقف تجاه كل من يحاول أن يقوم بدورها، حيث إن استدعاء كل من شارك في عملية تفتيش المصلين ومن دعا إلى تشكيل هذه اللجان، هي خطوة تصب في مصلحة البلاد والعباد. فلو تركت هذه اللجان دون محاسبة ومحاكمة ستكون بداية لظاهرة خطيرة ستؤدي إلى إشعال الفتنة، وستتشكل لجان شعبية بالمقابل لحماية شوارع ومناطق البحرين من الإرهاب الذي تنفذه الميليشيات الوفاقية التي لن يشير إليها قادة الإرهاب ولن يتحدثوا عنها ولن يشيعوا أخبارها، في الوقت الذي يستنفرون فيه للإشاعة ويصمتون صمت الأموات عندما يتم الكشف عن خلايا إرهابية حقيقية مثل صمتهم عن خلايا ما يسمى بـ«الأشتر». كم تمنينا أن تكشف وزارة الداخلية عن أعداد الضحايا بالتفصيل والتواريخ منذ 14 فبراير 2011 ومن استشهد فيها من رجال الأمن والمواطنين ومن تعرض إلى إصابات بليغة، كما نتمنى أن تعرض صور أبناء شهداء الواجب والمواطنين، وذلك كي يعرف العالم أن البحرين تواجه إرهاباً ممولاً من إيران -بالأمس تم اكتشاف خلية من خلاياها- وألا تترك الفرصة لكل من يحاول أن يصنع عصابات إرهابية أخرى كي تغطي على جرائم الإرهاب الإيرانية، وذلك كما فعلت إيران في العراق، عندما صنعت «داعش» كي تغطي على جرائمها الإرهابية وحرب الإبادة التي تنفذها في الأنبار والموصل والفلوجة ضد أهل السنة بدعوى محاربة «داعش» الإيرانية الصنع، والتي يحاول قادة الإرهاب الصفويون وميليشياتهم الترويج والتلويح بوجودها في البحرين.