من الجيد أن تظل أبواب الوزراء والوكلاء والمسؤولين مفتوحة على الدوام، فمن يفتح بابه فإنه يفتح قبل ذلك قلبه وسمعه وبصره لكل من له حاجة ملحة أو طلب مهم من المواطنين، وحتى تتطور مؤسسات الدولة يجب أن تظل الأبواب مفتوحة على الدوام، فنحن في عصر الانفتاح، وأول شروط الانفتاح هو فتح الأبواب وليس شيء سوى ذلك.تيقن جيداً حين تجد المؤسسات الرسمية، من وزارات وهيئات وغيرها، تقفل أبوابها في وجوه المواطنين، وحين يضع وزيرها ألف حارس وحاجب وعشرات «السكيورتية» على باب وزارته ومكتبه، فاعلم أن أداء ذلك الوزير ضعيف للغاية، ولهذا فهو يخشى لقاء الجمهور خشية انتقاده وانتقاد حاشيته، ولهذا يلجأ إلى غلق الأبواب، أما الوزير الذي يثق في أدائه ويحترم المواطنين، فإنه يرحب بكل زائر لمكتبه ووزارته، ولهذا يحرص الوزير المنفتح أن تظل أبوابه مفتوحة على الدوام.حين نتحدث عن الأبواب المفتوحة فهذا لا يعني أن تظل الوزارات من دون أبواب حقيقية أو من دون بواب، ليس هذا المعنى العاقل والمحتمل لمفهوم سياسة الأبواب المفتوحة، بل نحن في إطار تأكيد مسألة الانفتاح على مشاكل المواطنين وعدم صدهم من خلال حواجز إسمنتية وبشرية لا يستطيعون حتى الاقتراب من الوزارة فضلاً عن مكتب الوزير.ربما هناك وزارات سيادية وأمنية لا يمكن أن تكون متاحة دائماً للجمهور، وذلك لمكانتها ووضعها الحساس جداً بين بقية المؤسسات الرسمية في الدولة، هذا الأمر متفق عليه، لكن أن تتحول الوزارات الخدمية إلى معقل من معاقل الانغلاق فلا يستطيع المراجع أو المواطن من الوصول للمسؤول أو حتى لمكتب أصغر الموظفين فيها، فإن ذلك لا يتسق وسياسة مجلس الوزراء الداعي على الدوام بأن تظل مكاتب الوزراء والمسؤولين مفتوحة للجمهور.دخلنا بالأمس القريب القرن 21، ومازال بعض الوزراء والوكلاء والكثير من المسؤولين الذين يسيرون على دين وزرائهم المنغلقين يكرهون لقاء الناس، ويمارسون هذا الانغلاق باستعلاء غير مبرر، متناسين أنهم مجرد موظفين في أجهزة الدولة يعملون من أجل خدمة المواطنين وهذا الوطن، وما غلقهم لأبوابهم وتكديس عشرات الحراس عليها فإن ذلك لا يخدم سياسة الدولة العامة، إضافة إلى تشكيك الناس في قدرتهم على إدارة مؤسساتهم.الوزراء ومن تحتهم مطالبون بإعادة النظر في سياستهم حيال الجمهور وتطبيق قرارات مجلس الوزراء بالانفتاح على المواطنين وحتى المقيمين، وذلك من أجل أن يكتمل العمل ويحدث التكامل وتتطور المؤسسات الرسمية بشكل يخدم كل الأطراف.أيها الوزراء الأعزاء؛ افتحوا قلوبكم حينها ستنفتح كل الأبواب، وتقبلوا نقد المواطن الغيور على وطنه، فهؤلاء المخلصون من أبناء الوطن هم الذين يصححون المسارات الخاطئة، أما بطانتكم من المنافقين والمتسلقين فإنهم لن يزيدوكم إلا بعداً عن حب الناس، ولكم خيار الانفتاح مع الحب والتطور أو الانغلاق مع البعد والتخلف، فالبحرين أمانة.