الصحوات تجربة قديمة حديثة استخدمتها أمريكا في حروبها، بدءاً بحربها مع قبائل الأباتشي الأمريكية وانتهاء بحربها مع تنظيم القاعدة في العراق سنة 2007، فهل ستعيد استخدامها في حربها مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» حالياً؟ وهل سيكون مشروعها ناجحاً كما نجح في السابق؟حالياً هناك في العراق 3100 جندي أمريكي دربوا 9000 جندي من الجيش الحكومي، لكن هؤلاء الخبراء أو الجنود لم ولن يقدموا شيئاً، فالجيش فاشل ومنهزم، لأنه جيش طائفي ولاؤه لإيران، وليس هذا خافياً فالعبارات الطائفية معلقة على آليات هذا الجيش، اليوم ترسل الإدارة الأمريكية 450 جندياً أمريكياً إلى قاعدة عسكرية في الأنبار لتضيفهم إلى الجنود السابقين، لكن هذه المرة مهمتهم العثور على مقاتلين «سنة» من القبائل التي تعيش في المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش» وتدربهم، وهذا ما قاله آشتون كارتر في مقابلة مع (CNN): «تذكروا أولئك الذين يعيشون مع داعش، القبائل السنية هم يجب أن يقاتلوا ويتمكنوا من السيطرة على الإقليم»، هذا يعني أنهم يريدون استنساخ تجربة الصحوات وتدريب مقاتلين سنة دون المرور بالجيش الحكومي، لكنهم يريدون أن يكون تسليح المقاتلين عن طريق حكومة العبادي التي لن تفعل ذلك، ومع كل ذلك يقول أوباما أنه لا يملك حتى الآن إستراتيجية متكاملة لتدريب قوات تستعيد الأرض من «داعش».إذا كانت تجربة الصحوات سنة 2007 تجربة أمريكية ناجحة تمكنت من خلالها طرد تنظيم القاعدة عن طريق ضخ الأموال للقبائل العربية السنية وتسليح رجالها، فالأمر مختلف هذه المرة، ببساطة لأنه في السابق كان لهذه القبائل أرض وخدعوا أنهم بإمكانهم العيش عليها دون المساس بهم، حتى تولتهم حكومة المالكي الطائفية بالقتل والاعتقال والإذلال، أما اليوم فالإدارة الأمريكية نفسها ترى أن هذه القبائل تسكت عن وجود «داعش» ولا ترغب بقتالها لا حباً بها أو إيماناً بفكرها ولكن لأنها تعرف أن قتالها سيؤدي إلى منح الميليشيات والقوات الحكومية التابعين لإيران فرصة السيطرة على أرضهم واحتلالها والتنكيل بهم من جديد، لذلك لا رغبة في القتال عندهم، ثم إن هذا القبائل نازحة ومهجرة وخارج أرضها.وعليه فإن استنساخ تجربة الصحوات بالطريقة السابقة عملية فاشلة لأنها ستكون مجرد مقاولات فاشلة لبعض شيوخ القبائل التابعين لحكومة العبادي التي لا تختلف عن حكومة سلفه الطائفي، وعلى أمريكا أن تتحمل مسؤوليتها وتصحح أخطاءها أولا، فقبل كل شيء تبعد التأثير الإيراني عن طريق حكومة المنطقة الخضراء على هذه المناطق، فيبدأ النازحون والمهجرون بالعودة إلى ديارهم، وتتخذ كل الإجراءات وتقدم الضمانات بعدم دخول الميليشيات والجيش الطائفي إلى هذه المناطق مرة أخرى، وألا تكون للحكومة فرصة جديدة للعبث بها وإذلال أهلها، وبخلاف ذلك فلن يقاتل أحد عن أرض لا يملكها أو يتعرض فيها للقتل والإهانة