تروي إحدى الموظفات حكايتها مع زميلتين لها بالعمل فتقول؛ إن زميلة لها بالعمل جاءتها ذات يوم تهمس في أذنها وتقول لها: «حصلنا بيت إسكان، لكن لا تقولين ذلك إلى أحد، خاصة فلانة، فهي تنتظر الحصول على بيت إسكان منذ 16 عاماً، وأنا مو ذنبي أني حصلت بيت خلال 3 سنوات»..!اختصرت الواقعة كثيراً؛ غير أن هذا هو الواقع المر الذي يتجرعه أهل البحرين، حين يتم تأخيرهم عن الحصول على خدمة بيت إسكان (وتوضع اشتراطات كثيرة ومجحفة، حتى يخرجون من خدمة الحصول على بيت إسكان كلما جددوا المعلومات)، بينما يقدم عليهم آخرون بشكل ظالم ومرفوض، وهذا قد يشعل فتيل أزمة.نحترم كل من يحمل الجنسية البحرينية، ونحترم كل من حصل عليها بالقانون، لكن ليس من العدل أبداً أن يقدم شخص حصل على الجنسية في سنوات بسيطة جداً على أهل البحرين الذين ينتظرون بيت الإسكان لمدة 19 عاماً، وبعضهم وصل إلى 50 عاماً..!! وأغلبهم ربما يسكن إما في غرفه في بيت والده وإما في شقة إيجار تأكل راتبه.أخيراً وبعد أن «اشربت مروقها» تمت الاستجابة إلى مقترحات أحسب أن العبد لله أول من كتبها في الصحافة، وليس مهماً أن يشار إلى ذلك، المهم أن يصحح خطأ كبير يحدث حتى اليوم، فقد نشرت تعديلات على قانون الإسكان، وكان أهم ما جاء في التعديلات هو حرمان من يحكم في قضايا إرهابية من خدمات وزارة الإسكان.وقد كتبنا في ذلك حتى مل الحبر، والحمد لله أن وصلنا أخيراً، ولا أعرف هل سيرى القانون النور أم لا؟ ولا أعرف متى سيطبق؟كما جاء في تعديل القانون بند اشتراط أن يمر على من حصل على الجنسية 10 أعوام حتى يقدم طلباً للاستفادة من خدمات الإسكان.وهذا قد يعدل الكفة بعد فوات الأوان، ويصحح خطأ جسيماً جداً.أعرف أن المسؤولين لا يذهبون إلى تلك الأماكن والشوارع، ولو أنهم ذهبوا إلى مناطق كثيرة تم توزيع بيوت الإسكان فيها، فقد يقول المسؤول «على من وزعتوا البيوت، وين أهل البحرين..؟».أهل البحرين يبدو أنهم سينقرضون «طال عمرك»، وسيصيبهم ما يصيب الجليد في القطب الشمالي بفعل ارتفاع حرارة الجو.أيضاً أطرح على وزارة الإسكان تساؤلاً طرحه أحد الأخوة المواطنين، فقد قال وهو شاب صغير للتو قد تزوج، يقول إنه ذهب لتقديم طلب الإسكان، فقالوا له إن لك جزءاً من الورث في بيت والدك، وهذا يسقط عنك خدمة بيت الإسكان؟هل هذا معقول «ليكون بيت أبوه قصر سلطان بروناي»، كيف يحرم الشاب من خدمة بيت الإسكان بسبب جزء من ورث يشترك فيه إخوته وأخواته؟أعيد وأقول وأكرر؛ عل في التكرار فائدة، نحتاج إلى نظرة وطنية لاستحقاق بيوت الإسكان، القانون أحياناً يكون أعمى، وأحياناً وفي مثل الذي نمر به من منعطفات كبيرة نحتاج إلى أن نقول للقانون في هذه اللحظة؛ إنك تظلم أهل البحرين، حتى وإن وضع القانون السادة النواب أو الحكومة الموقرة.من ضمن تعديلات القانون التي أعتبرها جيدة، خاصة بعد التلاعبات التي حصلت من بعض المستفيدين الذين يخرجون في تقاعد مبكر ويؤجرون بيوتهم وهم يسكنون في بلد آخر..!!التعديلات تشترط أن لا يغيب المنتفع ببيت الإسكان عن البلاد لمدة تزيد عن 90 يوماً لظروف غير الدراسة والعلاج، وهذا أحسبه أمراً طيباً.كل ما سلف جاء متأخراً جداً، من بعد خراب مالطا، لكن ماذا نقول، هناك من فعل أموراً بأهل البحرين، وكانت قرارات كارثية على مستقبل الوطن.كل هذه الميزانيات الضخمة للإسكان، وكل هذا الدعم الخليجي للإسكان، ومن ثم يخرج أهل البحرين من الباب الشرقي، فهذه طامة كبرى، صححوا مسار بيوت الإسكان، نحن لا نقول كلام من الهواء ولا نتخيل أموراً، الواقع يقول إن أهل البحرين أحق ببيت الإسكان، حتى وإن تخطى راتبه 900 دينار، هذا الذي يجب أن تعرفوه وأن يصل إليكم.وحتى إن تخطى 1200 دينار، والله الذي راتبه 2000 دينار لا يستطيع أن يشتري بيتاً، انزلوا للواقع، اسمعوا من الناس، كل هذه الميزانيات والبيوت والمدن وفي النهاية تذهب البيوت بعيداً عمن يستحقها، فهذا ظلم بين لا يجب أن يقع على أهل البحرين.تعديلات القانون الأخيرة جيدة، لكنها تشبه الآذان الذي ليس في وقته «طارت الطيور بأرزاقها» وخلينا أهل البحرين معلقين في الشقق، أو محصورين في بيوت آبائهم، والقانون يقول لهم أنتم لا تستحقون بيت إسكان.. إذاً من الذي يستحق يا بلد؟** مركز محمد بن خليفة للقلبجاء خبر وضع حجر الأساس لمركز محمد بن خليفة «رحمه الله» للقلب مفرح لأهل البحرين، فهذا المركز منذ 1992 وهو يقوم بدور كبير في إنقاذ حياة المواطنين والمقيمين والخليجيين، وهو يعتبر من أنجح مراكز القلب على مستوى الخليج.الأجمل أن المواطن يجري عمليات القلب المفتوح وغيرها من العمليات بالمجان، وهذا غير متوفر في دول كثيرة، ففي تلك الدول إن لم يكن لديك تأمين صحي فلا علاج لك.هذا المركز الذي أمر بإنشائه الأمير خليفة بن سلمان -حفظه الله- في بداية التسعينيات كان سبباً بعد الله في إنقاذ حياة الكثير من الناس الذين يتعرضون لأزمات قلبية مفاجئة، ولا يمكن حتى نقلهم للخارج، فللأمير الوالد خليفة بن سلمان الشكر على توجيهه بإنشاء هذا المركز، جعل الله أجر كل إنسان أنقذت حياته في ميزان حسنات سموه.الشكر للإخوة الكرام في الإمارات الحبيبة على تقديم الدعم لإنشاء هذا المركز المتطور، فما تقوم به الإمارات الحبيبة وحكام الإمارات الكرام من أعمال إنسانية وأخوية يستحقون عليها الشكر والثناء من أهل البحرين.والشكر موصول للرجل الفاضل السفير الإماراتي لدى البحرين على ما يقوم به من جهود طيبة في هذا الاتجاه.غير أن هناك ملاحظة أرجو تقبلها؛ ففي المركز الحالي للقلب قد تنجح العملية الجراحية، لكن هناك أموراً أخرى قد تتسبب في وفاة المريض وهي وجود الفايروسات التي تنتقل للمريض من المستشفى، فحتى الأطباء يحاولون إخراج المريض بسرعة حتى لا ينتقل إليه فايروس، هذا الأمر خطير جداً، ويودي بحياة المرضى، فيجب علاج الأمر بشكل سريع، نتمنى ألا يحدث ذلك في المستشفى الجديد.