بدعوة من المؤسسة القطرية للإعلام؛ حضرت الأسبوع الماضي الملتقى الإعلامي الخليجي الثالث الذي أقيم على هامش اجتماع وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الذي عقد في الدوحة، وتحدث فيه إعلاميون شباب من المهتمين بالإعلام الإلكتروني وإعلاميون مخضرمون من أساتذة الإعلام ورواده، وشهد مناقشات طرحت خلالها العديد من الأفكار الجميلة. هذا الملتقى الذي يعد تقليداً طيباً صار يميز العمل الإعلامي الخليجي، بدءاً في البحرين قبل عامين وتلاه الملتقى الثاني في الكويت، ولعل النقطة التي ينبغي إثارتها كي يستمر هذا التقليد ويعتبر إضافة حقيقية للعمل الإعلامي الخليجي هي أن الملتقى الثاني كان وكأنه نسخة مماثلة للملتقى الأول، وأن الملتقى الثالث بدا وكأنه نسخة مماثلة للنسختين الأوليين، دون أن يعني هذا أن المشاركين فيها لم يبلوا بلاء حسنا، ففي الملتقيين الثاني والثالث تحدث المشاركون وأبدعوا؛ إلا أنهم ظلوا يدورون حول نفس الموضوعات التي طرحت في الملتقى الأول، وإن اختلفت العناوين والزوايا التي كانوا ينظرون منها إلى العناوين المطروحة، وهذا يعني أنه يوجد خلل لا بد للمعنيين من العمل على إصلاحه كي لا يأتي الملتقى الرابع ويكرر ما قيل وطرح في الملتقيات السابقة له، فمن المهم جداً الحرص على أن يكون كل ملتقى إضافة نوعية لما قبله، وهذا لا يكون إلا بإصدار بيان ختامي يتضمن مجموعة من التوصيات التي ينبغي أن ترفع إلى وزراء الإعلام الخليجيين ليدرسوها ويتخذوا بشأنها القرارات اللازمة، وإلا فلا قيمة لكل ما يقال في تلك الملتقيات لأنه ببساطة سينسى. الملتقى الثالث تضمن ندوتين؛ الأولى كانت حول الإعلام الإلكتروني وكيفية الاستفادة القصوى منه لدول مجلس التعاون، شارك فيها ثلاثة من شباب الإعلام الخليجي من البحرين وعمان وقطر، والثانية كانت عن تعامل وسائل الإعلام الخليجية مع الأزمات التي مرت بها المنطقة شارك فيها من قطر الدكتور محمد المسفر ومن الكويت الدكتور عبدالله الشايجي ومن السعودية الدكتور أحمد التويجري، وطرحت خلال الندوتين العديد من الآراء والرؤى الإعلامية المهمة، وتخللتهما مداخلات ومناقشات أثرى المشاركون بها الندوتين اللتين شهدتا حضوراً طيباً، تقدمه وزراء ووكلاء الإعلام الخليجيون وإعلاميون من مختلف دول مجلس التعاون. في كلمته التي افتتح بها اجتماع وزراء الإعلام نبه رئيس المؤسسة القطرية للإعلام الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني إلى أن المنطقة تمر بظروف دقيقة وتحديات إقليمية ودولية تتطلب مضاعفة الجهد والعمل المتواصل لصون واستقرار مجتمعاتنا والتصدي لكافة مهددات الأمن والسلم في المنطقة، ورأى أن هذا يلقي على عاتق الإعلاميين مسؤولية وأمانة طرح المبادرات والرؤى الإعلامية الجديدة والمبتكرة التي تواكب المستجدات المتسارعة، والتي من شأنها أن ترتقي بإنتاج وأداء المؤسسات والأجهزة الإعلامية الخليجية، ورأى أهمية صياغة خطاب إعلامي خليجي مشترك يعكس وحدة المصير والهدف الخليجي الواحد. من هنا تأتي أهمية أن يصل صوت الإعلاميين الخليجيين إلى أصحاب القرار الذين عليهم ألا يتأخروا في اتخاذ ما يضمن تحقيق الأهداف التي تم التأكيد عليها في اجتماع وزراء الإعلام، حيث التأخير في اتخاذ قرارات تتعلق بتطورات تمتاز بإيقاعها السريع يعني المساعدة في توفير الثغرات التي يمكن للآخر أن ينفذ منها فيؤذينا، ومن هنا أيضاً تأتي أهمية خروج الملتقيات الإعلامية التي تعقد على هامش اجتماعات وزراء الإعلام بتوصيات مكتوبة ترفع إلى المسؤولين عن الإعلام بدول التعاون وتأخذ صفة «عاجل». الملتقى الإعلامي الخليجي السنوي هذا مهم، ولضمان عدم تكراره لنفسه ينبغي العمل على جعل التالي منه انعطافة يتحول بها المشاركون فيه من النظري إلى العملي، فليس مقبولاً الاستمرار في تكرار ما يطرح من أفكار وما يقال من معلومات، وليس مقبولاً اقتصاره على التعبير عن الأماني والرغبات.