مصدر الأسلحة والمتفجرات التي يتم ضبطها في البحرين هو إيران كما أثبتت بذلك التحقيقات، وكذلك كثير من الأسلحة التي يتم تدميرها في اليمن كذلك مصدرها إيران. تلك حقائق ومعلومات أصبحت متوفرة لدى الجميع.فإيران حين تقف وراء تسليح التنظيمات الشيعية الإرهابية في دول مجلس التعاون، وهذا ما أكده تقرير الخارجية الأمريكية الذي نشر بالأمس، فإنها تسعى «لفوضى أمنية» داخل العمق السعودي وليس لغزو إيراني أو مواجهة بين جيش سعودي وجيش إيراني.فإن نجحت إيران فإنها لن تكون محصورة في البحرين أو في السعودية فهذه الكميات من الأسلحة والمتفجرات التي اكتشفت وتقف إيران وراء تهريبها كافية لخرق المنظومة الأمنية برمتها في جميع دول مجلس التعاون حتى تلك التي تعتقد أنها في مأمن من التنظيمات الشيعية الإرهابية، لأنها خالية من الخلايا النائمة للتنظيمات الشيعية في دولها أو تلك التي تعتقد أن إقامة علاقة «طبيعية» أو «حيادية» مع إيران ستبعدها عن مرمى الاستهداف الإيراني.فسقوط منظومة الأمن في المملكة العربية السعودية تحديداً يجعل ظهر كل الدول الخليجية مكشوفاً ويجعل اختراقها مباحاً ومتاحاً، إن لم يكن من التنظيمات الموالية لإيران فمن قبل تنظيمات أخرى تتربص بالمنطقة، وهذا ما تعرفه إيران وتعيه جيداً، لكن بعض الدول الخليجية لا تعرفه مع الأسف وهي تسعى لإقامة علاقة «طبيعية» مع إيران في هذا الوقت. اكتشاف هذه الكميات الكبيرة من المتفجرات في البحرين يدل على أن المشروع الإيراني استخدم منافذ برية وبحرية خليجية للوصول للبحرين أولاً ومنها للعمق السعودي.ويدل على أن عملاء إيران داخل دول مجلس التعاون يعملون ضمن شبكة واحدة على مستوى الخليج وعلى تواصل وتنسيق منظم تنظيماً استخباراتياً ولوجستياً وله قيادة موحدة، وأن العراق الدولة العربية أصبحت مع الأسف قاعدة انطلاق مهمة لتلك التنظيمات الإرهابية الشيعية لا في العراق فحسب إنما لأفرعها في دول الخليج.إن اكتشاف هذا الكم يدل على أن التنسيق بين أنظمتنا الاستخباراتية ومنافذنا الحدودية لم يكن على درجة من اليقظة الكافية ليمنع وصول وتخزين هذه الكميات الكبيرة، فوصول هذا الكم من المتفجرات إلى البحرين لم يكن مباشراً سواء جاء عن طريق البر أو عن طريق البحر، إذ حتى في البحر هناك حدود للمياه الإقليمية لكل دولة خليجية، ولا يمكن أن تكون هذه الكمية قد تجاوزتها وهي في طريقها لدخول البحرين.أخيراً فإنه يدل على أن تنسيقنا السياسي أيضاً وليس الأمني فحسب لم يكن على المستوى المطلوب، فمازال بيننا من يظن أنه إن أقام علاقة سياسية مع إيران سماها «طبيعية» أو سماها «حيادية» فإنه سيكون في مأمن من شرها ومن مخططاتها.انتقال دول الخليج من مرحلة «الترف الأمني» إن صح التعبير إلى مرحلة الاستنفار الأمني وإلى مرحلة المواجهة إحدى التحديات التي تواجهها جميع الأجهزة الامنية في دول مجلس التعاون، شاءت تلك الأجهزة أم لم تشأ، أقرت دول الخليج حتى تلك التي تعتقد أن بإمكانها أن تقيم علاقة «حيادية» أو «طبيعية» مع إيران أم لم تقر، فوزارات الداخلية أصبحت الآن خط الدفاع الأول عن أمن المنطقة ضد إيران، وهي كذلك خط الدفاع ضد بقية القوى الإرهابية الأخرى ومن يقف وراءها.إيران أعلنت الحرب على دول الخليج من خلال تسليح تنظيمات إرهابية لإحداث فوضى وسقوط المنظومة الأمنية، فإن سقطت المنظومة الأمنية فلن يهمها هوية من سيدخل المنطقة بعد ذلك ويبيح أمنها إن كانت التنظيمات سنية أو شيعية، حينها ستتنحى إيران جانباً وتترك تلك التنظيمات تقوم نيابة عنها بإسقاط جميع تلك الأنظمة الخليجية ... بلا استثناء.
Opinion
دلالات المواجهة
21 يونيو 2015