الرأي

شكراً لكل من علمني

المسيــــر


الحياة مسرح كبير تعلمنا منه الكثير في كل مساحة من مساحاته الشاسعة، وفي كل موطن ومع كل فرد.. ستبقى الحياة موطن التغيير والتجديد والتعليم المستمر إن أحسنا نظرات التعقل والتبصر وعزمنا على تصحيح المسار للوصول إلى الغاية المنشودة..
تعلمت أن «الثقة» بأن تثق أولاً بأقوالك وأعمالك وبقدرتك على الاطمئنان بنفسك، ثم أن تحرص على وزن مقدارها عند الآخرين بمنظورهم نحو إنتاجك الحياتي.. فلا يكفي مطلقاً أن يرسل نحوك البعض إشارات تعطيك الاطمئنان العميق بأنك رجل ثقة أو جدير بالثقة ممن يعتمد عليه في شؤون الحياة.. بل إن الصورة الواقعية الأشمل بأن تنعم بميدان عمل تثبيت أحقية الثقة التي رضعتها نفسك..
تعلمت بأن «عذوبة الابتسامة» لا تكفي لمن يبادلك مشاعر الحب، لأنه في لحظة ما قد ينقلب ضدك في لحظة نفسية خطيرة ينتصر فيها لذاته، ليبعدك عن طريقه ويحقق المقصود.. لأنه انتبه بأنه في خطر.. ولا بد أن يسارع ليلحق بركب «الانتصار».
تعلمت بأن «الشخصية المتعالية» مهما بذل القائد من أجلها الكثير، ومهما حرص على انتشالها من «مرضها الفتاك» فإنه لن يقوى على علاجها ما دامت أوصال المرض راسخة في جسدها.. هي شخصية لا بد أن تعطيها الحد الأدنى من العناية والرعاية.. لأنها في نهاية المطاف ستكون هي «الأصح» في منظورها الخاص.
تعلمت بأن «الخيرية» موجودة في كل مسلم يعشق الخير ويرجو أن يرتقي في مدارج الأجر والمثوبة.. كما قال أحد المفكرين: (إن كل مسلم فيه خير ويمكن أن يحقق نفعاً للمسلمين) هو المبدأ الذي يجب أن نتبناه في توظيف الطاقات واستغلالها الاستغلال الأمثل، لا أن نصدر الأحكام في مواقف عابرة، ثم نظل نستشهد بها في كل زمان ومكان، ومهما تغير الحال.. فكم من طاقات دفنت لأسباب بشرية تافهة، ووجهت حينها الأضواء لوجوه معينة أكل عليها الدهر وشرب.. فمازال البعض ينظر بمنظور «الشخصنة» ولا يسمى الأمور بمسمياتها الحقيقية!!
تعلمت أن لا تنطفئ جذوة حماسي، وأن أستثمر مؤشرات الحياة أفضل استثمار من أجل أن أعيد صياغة علاقاتي مع الآخرين في كل محيط أعمل فيه.. لأنك في كل موقف تحصل فيه على مؤشر تتبنى بعده موقفاً جديداً تفرض فيه أسلوبك حتى لا تقع في المحظور، ويعتقد معه غيرك بأنك ضعيف غير قادر على مجابهة المواقف الحاسمة.
شكراً لكل من علمني بلا استثناء..