«سكاي تراكس»؛ مؤسسة متخصصة بتصنيف خطوط الطيران ومقرها المملكة المتحدة، وهي الشركة الأكثر احتراماً في استطلاعات آراء مسافري الطيران حول العالم، أطلقت قبل أيام على هامش حفل توزيع جوائز الخطوط الجوية العالمية بمعرض باريس الدولي للطيران عن تصنيف جديد لقائمة تضم 100 شركة طيران عالمية، حيث جاءت ناقلتنا الوطنية «المباركة»، طيران الخليج، والذي صرف عليها من خزينة الدولة مبالغ طائلة تصل إلى أكثر من 500 مليون دينار خلال السنوات الخمس الماضية على أقل تقدير في المرتبة الـ 88 من أصل 100 شركة طيران، أي أن هناك 87 شركة أفضل منا، و12 شركة فقط أسوأ منا حسب ما جاء في التصنيف، وهي مرتبة تعكس الواقع الحقيقي للشركة الوطنية مقارنة بالشركات الأخرى المتطورة في دول المنطقة والعالم.ذلك التصنيف الحديث الذي أطلقته المؤسسة للعام 2015 شمل 122 جنسية، وغطى الاستطلاع 550 مطاراً حول العالم «قلقص» طيران الخليج بواقعها المرير، خاصة وأن شركات الطيران العالمية أنشئت لتكون داعمة للاقتصاد الوطني والبلد، ومن أمثلة ذلك الشركات القطرية والإماراتية والسنغافورية وكاثي باسيفك ولوفتهانزا والتركية والسويسرية والتايلاندية وغيرها العديد من الشركات التي تعتبر قيمة مضافة لاقتصاد دولها، إلا في مملكتنا الحبيبة فالأمور مختلفة تماماً بحسب المعطيات والنتائج والإحصائيات التي نراها، فطيران الخليج ورغم إنفاق أموال باهظة عليها خلال الفترة السابقة، لكن لا نسمع أو نرى من قبل القائمين على الناقلة الوطنية إلا كلمة «خسائر» أو بصيغة أخرى «بدأنا في تقليل خسائر الشركة»، وكأن هذه الحكاية قصة لا تنتهي، بل وأن الشركة التي تقول بأنها قلصت الخسائر طلبت ضمن ميزانية العام 2015 إدراج مبلغ 150 مليون دينار بحجة أن الشركة ما زالت تتكبد الخسائر.خلال السنوات الخمس الأخيرة للناقلة الوطنية «العريقة» طيران الخليج وبحسب تصنيف مؤسسة «سكاي تراكس»، فقد حصلت الشركة على المرتبة 98 في العام 2011، و 82 في 2012، و96 في 2013، و86 في 2014، و88 في العام 2015، تلك التغيرات في الأرقام يؤكد وجود تخبطات وخلل ما، خاصة و أن المراكز متأخرة جداً مقارنة بشركات الطيران في دول المنطقة، فالقطرية وخلال خمس سنوات تراوح تصنيفها ما بين المرتبتين الأولى والثانية على العالم وبكل جدارة واستحقاق، وشركة الاتحاد ما بين المرتبتين السادسة والتاسعة، والإماراتية ما بين المرتبتين الأولى والعاشرة، والعمانية ما بين 23-35، وحينما نقارن أنفسنا بهم نرى أننا في وضعية حرجة جداً مقارنة بالواقع المتطور والحديث لقطاع الطيران العالمي. خلاصة القول إن القائمين على الشركة التي تغطي فقط 43 مدينة في 24 دولة عبر ثلاث قارات وهي أرقام «خجولة» لا تلبي طموحات أية شركة طيران، يترتب عليهم العمل بجهود مضاعفة من أجل أن تكون الناقلة الوطنية الوحيدة في المملكة داعمة لاقتصاد البلد لا أن تكون «عالة» و«مصيبة» عليها، والتفكير بجدية في فتح محطات مباشرة وغير مباشرة أخرى للشركة سواء أكانت لبعض عواصم ومدن الدول الأوروبية كبراغ وامستردام وفيينا أو بعض مدن الولايات المتحدة أو أستراليا، وهي وجهات نشطة من قبل المواطنين في المنطقة خاصة خلال الصيف مع ضرورة طرح عروض وأسعار ترويجية لجذب المسافرين من المواطنين أو من دول مجلس التعاون لقصد طيران الخليج، خاصة في ظل الخدمات المتميزة التي تقدمها خطوط الطيران الأخرى وقرب الأسعار بين جميع شركات الطيران بدول المنطقة، وبالتالي فإن المسافر يلجأ أولاً للرحلة المباشرة وثانياً الأكثر شمولية، إلى جانب أهمية تعزيز أسطول طيران الخليج الذي لا يتجاوز عدد طائراتها 30 طائرة لتكون منافسة للشركات المتطورة بدول المنطقة التي فاق أسطول بعضها لـ 100 طائرة حديثة ومتطورة، إضافة إلى ضرورة خلق المزيد من الشراكات واتفاقيات التعاون للشركة مع شركات الطيران العالمية، وتسويق وترويج الشركة في دول الأخرى لجذب السياح والمسافرين كما يحدث تماماً لشركات الطيران القطرية والإمارتية والاتحاد الذين يرعون كبرى الملاعب والأندية في العالم، وتركيز الشركة على ضرورة تحقيق الاستفادة القصوى من معرض البحرين الدولي للطيران القادم. - مسج إعلامي..في تصنيف مؤسسة «سكاي تراكس» الأخير جاءت الخطوط الجوية الكينية في المرتبة 86، والخطوط الجوية الفلبينية في المرتبة 87، بعدها ناقلتنا الوطنية «العريقة» طيران الخليج، ثم جونياو للخطوط الجوية في المرتبة 89، ثم الخطوط الجوية الأنغولية في المرتبة 90، ومن يلاحظ الدول الذي ينافسوننا يعرف حقيقة الأمر، فبعد أن كنا في مراتب ننافس فيها كبرى الشركات المتقدمة أصبحنا الآن في «ذيل الطائرة».الفلبين صاروا مو بس أحسن منا في كرة القدم وغلبونا، حتى على مستوى شركات الطيران بدأوا يتفوقون علينا، واحنا مازلنا نتكي على مقولة أننا الأول والأقدم على مستوى المنطقة في الرياضة والثقافة والتعليم وغيرها، والحقيقة والواقع يقولان بأننا أصبحنا متراجعين جداً في العديد من الأمور الذي نتمنى أن تعود إلى سابق عهدها.