اللهم ارحم شهداء الكويت وأسكنهم فسيح جناتك واحفظ اللهم الكويت من كل شر ومكروه. وأشد على يد صوت عقلاء الشيعة في الكويت الذين أكدوا تمسكهم بالدولة كما فعل عقلاء الشيعة في المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين، فاللعبة أصبحت واضحة لهم. واضح أن اللعبة أكبر بكثير من قيادات جماعة الولي الفقيه في الدول الخليجية، اللاعبون الكبار دخلوا الملعب، بعد أن استغلوا ووظفوا بعض قيادات الجماعة الشيعية حركوهم كما تحرك أي دمية أو كما يحرك أي قفاز.. لم يكونوا سوى واجهة لا يختلفون بجهلهم بخلفيات اللعبة عن هؤلاء الانتحاريين المنتمين لداعش، الاثنان تم استغفالهما وتم استغلالهما لذات الهدف.... إسقاط الدولة.داعش التي تبنت مسؤولية التفجير استهدفت للمرة الرابعة مسجداً شيعياً في الدول الخليجية، هي ذاتها التي استهدفت وفي نفس اليوم تونس ومن المعروف أن غالبية أهل تونس هم على المذهب المالكي السني فقتلت في تونس 39 إنساناً.. وهي نفسها التي أعدمت وبدم بارد وبوحشية في ذات الأسبوع 12 قيادياً من جيش النصرة السني، فداعش إذاً لا يهمها المذهب ولا تستهدف أهل مذهب معين.. داعش حين تضرب في أي دولة فإنها تضرب نقطة ضعفها وتهدف لإسقاط الدولة عبر نشر الفوضى والذعر واختراق المنظومة الأمنية فيها، فإن كان الاحتراب الطائفي هو الذي ينفع في الحالة الخليجية فضرب الاقتصاد في تونس هو الأنسب.قراءة سطحية فقط، بل سذاجة من يعتقد أن داعش تقتل الشيعة لمعتقداتهم، تسطيح وسذاجة إن صدقنا أن هؤلاء الشباب الذين يفجرون أنفسهم هم من يدير اللعبة الداعشية. فهؤلاء ليسوا سوى أوعية فارغة لا تزيد عن قفزات فارغة جلبها جهلها وخواؤها و استخدمت لتحقيق مخطط أكبر منها بكثير.. إن إسقاط الدول مخطط رسم ومشروع وضعت ملامحه ولكل دولة مدخل وفق ما تقتضيه ظروفها وأحوالها، يساهم هؤلاء الانتحاريون فيه دون إدراك وعلم باللاعبين الأصليين مثلما تساهم قيادات شيعية فيه دون إدراك، الاثنان (الانتحاريون والقيادات الشيعية) يدفعان جماعتهما إلى ذات الطريق، إلى الفوضى والتخلي عن الدولة والكفر بها.. الاثنان خطابهما و دعوتهما للدوس على جواز الدولة وعلم الدولة وقانون الدولة ونظام الدولة ودستور الدولة إلى أن تسقط الدولة.الاثنان يدفعان إلى خلق دولة لهما داخل الدولة والنتيجة واحدة وماثلة أمام أعيننا في اليمن والعراق وليبيا وسوريا، الاثنان ليسا سوى دمى وقفازات يحركها اللاعبون الكبار.يتفق هدف إسقاط الدول الخليجية عند الدواعش مع هدف إسقاط هذه الدول عند إيران، ومن المعروف أن الاثنين يريدان فراغاً سياسياً وفوضى أمنية حتى يتمكنوا هم من ملأ الفراغ، ليس بالضرورة أن يكون هناك تنسيق أو اتفاق مسبق أو عمل مشترك -وإن كان هذا وارداً- إنما لا يحتاج الاثنان في الوقت الحالي إلا أن يفسح كل منهما المجال للآخر كي يسقط جزاء إلى أن تكتمل الحلقة. و من ثم حين يأتي الدور على تقاسم الثمرة سيكون لكل حادث حديث، و إيران في هذه الحالة ضامنة أن المجتمع الدولي لن يترك داعش تستولي على الفراغ الخليجي فستكون هي خياره الأفضل.ولو كنت محل إيران لقدمت كل العون لداعش ما دامت تستطيع بحكم تركيبتها العربية والخليجية أن تدخل بسهولة للعمق الخليجي وتصل إلى مساجدهم وأحيائهم وبيوتهم.أما من يعتقد أن إيران لن تقبل المساس بأمن الشيعة العرب وسلامتهم لأنهم شيعة، فهو مسكين لم يسأل شيعة العراق أو شيعة الأهواز أو القائمين على المراقد الشيعية، و لم يرها كيف تبيعهم في لحظة.. فما كانوا سوى أحجار لرقعة الشطرنج الفارسية في مشروعها القومي.. وهم الآن يأكلون الحصرم في كل موقع حركتهم فيه.. يودع الرجل أهل بيته لا يعلم إن كان سيعود أم لا في العراق أو اليمن أو في الضاحية الجنوبية. الشيعة العرب هم مفتاح إيران ومفتاح داعش وحصانهما الطروادي في دول الخليج.. هم من يراهنون عليه أنه سيبدأ بالتخلي عن الدولة هذا ما تسعى له إيران وداعش.. الاثنان يراهنان على الحصان الشيعي.. الاثنان يدفعان الشيعة للتحرك كجماعة لا كمواطنين يدفعان الجماعة للتخلي عن الدولة حتى يتمكنوا من إحداث الفراغ الذي يسعيان له. كلما فهم الشيعة الخليجيون أبعاد هذه اللعبة ولجؤوا للدولة فإن الجميع سينجو.. أما إن سمعوا لأصوات بعض القيادات التي ستعلو الآن للكفر بالدولة وللتخندق خارجها.. فإن الجميع سيدفع الثمن وأولهم جماعتهم، فإن سقط حصن الدولة فإن الأبواب ستفتح على مصارعيها لكل أصناف الدواعش والحوالش.. هذه هي الفوضى التي تسعى لها إيران و داعش والتي أعلنت عنها كونداليسا رايس بصريح العبارة ... الكرة الآن في ملعب الجماعات.. هل تتحصن بالدولة أم تكون حصان طروادة؟