في الوقت الذي تشارك البحرين في التحالف الدولي ضد الإرهاب، والذي تقوده أمريكا بضرب تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، تتدخل أمريكا في الشأن السياسي البحريني وتدافع عمن قاد مؤامرة انقلابية إرهابية لا يختلف إرهابها عن جرائم «حالش» و»داعش»، إرهاب تباركه جمعية الوفاق وتدافع عن أصحابه الذين يحرقون الناس أحياء. نعم يحرق رجال الأمن، كما حرق رياض شيخ، وكما حرق من قبله الظفيري، جميعهم أشعلوا فيهم النيران وهم أحياء، وإذا كان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «جون كيري» لم يطلع على التسجيلات التي فيها يحترق رجال الأمن في مركباتهم وهم محاصرون بالإرهابيين الذين يواصلون قذفهم بالقنابل والمتفجرات، فإن عليه ألا يدخل موقع وزارة الداخلية البحرينية بل مواقعهم الإلكترونية ليتفرج على الجرائم الإرهابية التي يتفاخر بتنفيذها الإرهابيون، لأنهم يعلمون أنه لن يدينهم «كيربي» ولا «ديربي».أما تعليق المساعدات عن وزارة الداخلية بسبب أمور تتعلق بحقوق الإنسان، فنقول لأمريكا ليس هناك سجل أسود في حقوق الإنسان على مر التاريخ مثل دولة العراق، هذه الجرائم في حق الإنسانية لم تقترفها الحكومة العراقية لولا احتلال أمريكا للعراق ودعمها للإرهابيين، ومازالت أمريكا تقدم الدعم للحكومة الطائفية، وها هو بيان البيت الأبيض يقول «من أجل تحسين قدرات وكفاءة شركائنا على الأرض أجاز الرئيس نشر ما يصل إلى 450 مستشاراً عسكرياً لتدريب قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة والمساعدة لها في قاعدة التقدم في شرق محافظة الأنبار». هذه الحكومة العراقية التي وقعت على إعدام 7000 سني دون محاكمة، في الوقت الذي تتدخل أمريكا في محاكمة علي سلمان وتطالب بإطلاق سراحه، وهو من قاد مؤامرة انقلابية ضد حكم شرعي يحكم البحرين أكثر من قرنين يدين له شعبه بالولاء والطاعة.أمريكا التي يطفح سجلها الإنساني بجرائم لم تفعلها دولة في العالم حتى في حالة الحروب، شرطتها تقتل الأطفال لمجرد أنها تشك بأن هذا الطفل يحمل سلاحاً، وإذا به لا يتعدى لعبة بلاستيك، أمريكا التي مازالت شرطتها تقتل السود، وها هو تقرير نشر على موقع البي بي سي في مارس 2015 يقول: «قتلت الشرطة في حي سكيدرو الفقير رجلاً متشرداً أسود بخمس طلقات نارية، كما أقدمت الشرطة الأمريكية على قتل مايكل بروان (18 عاماً) في ولاية ميسوري في أغسطس 2014، كما قتلت رجلاً أسود بعدما ترجل من سيارته ووضع يديه فوق رأسه».جرائم أمريكا وانتهاكاتها في حقوق الإنسان بأمريكا نفسها وفي دول العالم لا تعد ولا تحصى، هذه أمريكا التي تلاحق من تشتبه فيهم بأنهم قد يشكلون خطراً على أمنها، تقتلهم في مواطنهم، كما تقتل اليوم الشعب العراقي بطائراتها، وتقتل اليمنيين في بيوتهم، وتهدم المدارس على الأطفال في باكستان وأفغانستان، ثم تأتي إلى البحرين لتعطيها دروساً في الإنسانية، وتطالبها بإصلاحات دون أن تشير إليها، فقط تواصل على هذه الكلمة، لأنها تعرف أنه ليس لديها قضية حقوق إنسانية في البحرين غير أن أمريكا دعمت المؤامرة الانقلابية ومازالت تدعم قادتها، لأن نهاية المؤامرة الانقلابية واقتلاع جذورها، يلخبط أوراق أمريكا في تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد، أمريكا تعتمد اليوم على عملاء إيران في دول الخليج لمساعدتها في تنفيذ هذا المخطط الذي سمح للحكومة العراقية بإبادة أكثر من 3 ملايين سني، وعشرات الآلاف في السجون العراقية يتعرضون لأبشع أصناف التعذيب، أمريكا التي تشاهد وتعلم بجرائم حزب الله في لبنان وسوريا والعراق، وها هو شريط شاهده العالم يبث تسجيل تعذيب مسجونين عراة في سجن رومية الذي يشرف عليه حزب الله، فهل علقت عليه أمريكا أو حتى استنكرته؟أمريكا لن تتوقف عن تدخلها في الشأن السياسي للبحرين ولن تتوقف عن دعم الانقلابيين، طالما أن الدولة استجابت لها أو تعاطت معها، ومازالت تتحدث عنها كدولة صديقة، هذه الصديقة التي نحتاج إلى فهمها، دولة صديقة تدعم انقلاب على حكم أصدقائها، دولة صديقة تسمي الانقلابيين زعماء وتطالب بإطلاق سراحهم، دولة صديقة تزور الانقلابيين في مقارهم وبيوتهم وتطمئن على أحوالهم وأشكالهم، دولة صديقة تراسل وتجتمع بشخص عادي مثل علي سلمان وتجعل منه بطلاً، على الدولة أن تتصالح معه، شخص عادي تريد أن ترفعه إلى سدة الحكم، كما رفعت بائع المسابح ليصبح رئيس حكومة دولة عظيمة مثل العراق.إن شعب البحرين أبقى من أمريكا، وشعب البحرين يرفض هذا التدخل الأمريكي، فلا يوجد إنسان حر كريم يقبل بإملاءات وتدخلات لدولة انتهكت حقوق الإنسان وتجرأت على الله عندما أجازت زواج المثليين. فهل هناك أكبر من مثل هذا الانتهاك لحقوق الإنسان، هذه الدولة التي بالأمس تهكم رئيس دولة فقيرة، وهي زيمبابوي، على رئيسها بعد إقرار زواج المثليين، والبحرين الدولة العربية الأصيلة الشماء التي لها تاريخ مضيء من الحضارة، دولة لا يحمل رجال أمنها في مواجهة أعتى الإرهابيين بغير طلقات غاز مسيل الدموع تطلق عن بعد كيلومترات، رجال أمنها يحترقون في مركباتهم لا يستطيعون الخروج منها، فهل هذا يحصل في أمريكا، ولو حصل مثل هذا في أمريكا والله لأمطرت المنطقة بالقنابل والرصاص حتى لا تسمع صوت رضيع، وهذا ما تفعله اليوم بطائراتها في اليمن وأفغانستان وباكستان.
Opinion
مفهوم الصداقة الأمريكية
04 يوليو 2015