نحمد الله على أن حفظ البحرين وأهلها أمس الأول من أية تهديدات واستهدافات مهدت لها رسائل وإشاعات بدأت بعد تفجير الكويت الجمعة قبل الماضية.قد تكون المرة الأولى التي يعيش فيها شعب البحرين قاطبة بكافة أطيافه ومكوناته القلق لساعات من حصول شيء، أو التعرض لنفس ما تعرضت له الكويت. وهي مسألة يفترض بأنها ثبتت لدى الكثيرين القناعة بأنه «بدون أمن.. لا توجد حياة».لست بصدد التحدث عن الفعل، وعن تهديدات «داعش»، وعما يشابهها ويقاربها من تلويحات وتهديدات واستهدافات لأوطان ومجتمعات، إذ إدانة كل هذا الإرهاب صدرت عنا منذ زمن طويل، وليست هي وليدة اللحظة، أو أنها صادرة سعياً لاسترضاء أطراف كثير منها مارس الإرهاب وحرض عليه يوماً ومازال، وحينما «مسه الضر» أو اقترب منه، أخذ يتوسل إلينا «ونحن المكتوون بناره» أن نستنكر ما يستهدفه وأن نحميه، بل أتحدث هنا عن الشعور بغياب الأمان، عن الشعور بأنك لا تضمن حياتك، وحياة أسرتك، وما إذا كنت سائراً في هذا الطريق آمناً على نفسك أو أن هناك من يحاول تهديدك بالحرق والتخريب وقطع الطرقات والتفجيرات، ويعمل بفتاوى تحركه تجيز له «السحق» حتى بحق من واجبه حفظ الأمن.وزارة الداخلية قامت مشكورة بجهود كبيرة خلال الأيام الماضية، وبانت ثمار عملها واستعداداتها خلال الأسبوع الماضي بصورة جلية أثناء صلاة الجمعة في مساجد البحرين، ومن خلال تدريب المتطوعين الذين يشكرون على سعيهم وجهدهم، وبالأخص التزامهم بالقيام بهذا الدور الوطني تجاه المجتمع تحت مظلة وزارة الداخلية وبحسب توجيهاتها، وهذه مسألة مهمة يجب بيانها هنا؛ إذ أن التحرك المجتمعي مطلوب في مثل هذه الظروف، تطوع المواطنين أمر محمود، في حين ضوابطه تفرض أن يكون هذا التحرك قانونياً وتابعاً لجهاز رسمي في الدولة ينظم العملية ويضع لها ضوابط وأطراً، حتى لا تنفلت المسألة وتكون رهن «القرارات والاجتهادات الشخصية»، وهي مسألة لاحظنا بأن بعض يريد الدفع باتجاهها، بحيث يحول المسألة إلى أشبه ما تكون بصناعة «جماعات» و«فرق تفتيش» و«ميليشات أمن» تعمل بمعزل عن جهاز الأمن الرسمي. لذلك نقول إن المتطوعين الذين عملوا مع الداخلية يستحقون الشكر لالتزامهم بالأنظمة والضوابط، ولاحترامهم للجهاز الأمني الرسمي في المملكة، وتعاونهم مع أفراد الشرطة والشرطة المجتمعية، فالداخلية أثبتت الجمعة الماضية كيف أنها «صمام أمان» للبحرين، ولكل الناس، بشتى مذاهبهم وتلاوينهم.أما من ينتظر توجيه الشكر والتقدير لرجال الأمن في البحرين على أدائهم لدورهم وحماية الناس ومواقع العبادة من أية استهدافات وتهديدات، بالأخص ممن كانت لهم اليد الطولى خلال الفترات السابقة وطوال أربعة أعوام في تبرير استهداف رجال الأمن، وفي إصدار فتوى «السحق» بحقهم، وفي وصفهم بـ«مرتزقة» وعملاء وغيرها، فهؤلاء لن يصدر عنهم حرف واحد، إذ هؤلاء «تشنجت» أوتارهم الصوتية وهم يصرخون «داعش وداعش»، وحينما جاءت الدولة وقوات الأمن لتحميهم وتحمي المجتمع من «داعش».. انقطعت أوتارهم الصوتية تماماً.
Opinion
«داعش».. و«الأوتار الصوتية»!!
05 يوليو 2015