ليس هناك حواضن اجتماعية أو إعلامية أو سياسية للإرهاب الذي يدعي أنه (سني) لا يوجد من يبرر له أو يحرض عليه أو يمجد عمله. العنف مرفوض اجتماعياً مرفوض إعلامياً مرفوضاً سياسياً مرفوض رسمياً للدرجة التي يتبرأ فيها الأب من ابنه والعائلة من فردها وتسحب الدولة جنسيته وينبذ نبذاً جماعياً.لو تعاملت الحواضن الأخرى مع الإرهاب الذي يدعي أنه شيعي بذات الشكل والدرجة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.تفرقنا حين رأينا إعلاماً وقيادات سياسية ودينية تمجد وتحرض وتبرر الإرهاب ووجدنا بيئة اجتماعية شاملة تحتضن الإرهاب وتقف معه وتساعده حين كان هذا الإرهاب يقتل ويدمر وطننا.هذه الفزعة الشاملة للوقوف في وجه الإرهاب الداعشي لم تكن لترتقي إلى هذا المستوى لو كانت فزعة شيعية فقط ضده، ما جعل الفزعة حميمية أنها شملت السنة وشملت أجهزة الدولة الأمنية معاً، فكانت الفزعة بحرينية بجدارة كانت البحرين تنتظر من الأخوة الشيعة ذات الوقفة الشهمة المتعالية التي تعلي الوطن فوق الجميع وتتمسك بالأرضية المشتركة التي تجمعها مع بقية الطوائف.إن شئنا أن نعمل بمبادرات على تقوية اللحمة الوطنية فلتبدأ هذه المؤسسات بالعمل على مساعدة الحواضن الشيعية التي آوت وأيدت ومجدت وبعضها مازال يدعم الإرهاب من الجماعات الشيعية المتطرفة على التخلي عن موقفها والاقتداء بهذه الفزعة السنية ضد إرهاب يدعي زوراً أنه ينتمي للسنة، تلك المواقف تغني عن ألف صلاة جامعة.كان موقف الصحف والإعلام مشرفاً لم يحابِ ولم يجامل ولم يدافع ولم يوفر للإرهاب الداعشي مظلة وطوق نجاة له، لم يجد الإعلام -الذي كان يتهم بالمرتزق- في أي منتمٍ لهذه التنظميات الإرهابية الداعشية (مجنوناً أو مريضاً أو مسكيناً أو رياضياً أو أو أو ) ويستعطف الناس ويبحث له عن أعذار، لم يستنجد بمنظمات دولية لحقوق الإنسان حين أسقطت جنسيات من ينتمون له وغيرها من أطواق النجاة التي كانت تلقيها الحاضنة الإعلامية والسياسية والحقوقية للإرهاب، لأن الوطن فوق الجميع فوق طائفتي وفوق مذهبي وفوق قبيلتي وعائلتي، هكذا تعزز اللحمة الوطنية، وهذا أفضل ألف مرة من احتفاليات تذوب مع أول مظهر من مظاهر احتضان عمل أو شخص إرهابي حاول قتل رجال الأمن أو قطع الطريق على عامة الناس أو علق المشانق أوداس على صور رموز الدولة، حين ينبذ هذا الإرهاب من عائلته من قريته من إعلامه نستطيع أن نقول إننا عدنا كما كنا بحريناً واحدة. كان موقف الصحف والإعلام مشرفاً حين لم يتجاهل الإرهاب الداعشي ويركز فقط على الإرهاب الحالشي، تبرأ منه بكل وضوح دون لسان معوج وعين عوراء لا ترى إلاعيوب غيرها وتغض الطرف عن عيوبها.حين يسمع أهل البحرين و يرى تجفيف هذه الحواضن ويرى موقف الحاضنة الدينية والسياسية والإعلامية بذات الشهامة والمروءة الوطنية التي جعلت من ضحايا الإرهاب من رجال الأمن هم الذين يتصدون لحماية جماعات قد يكون من أفرادها من رماها بأداة قتل يوماً ما حينها لا نحتاج لصلاة جامعة، حينها ستكون البحرين هي الحاضنة وهي الشاملة وهي الجامعة لنا جميعاً.
Opinion
متى تكون البحرين هي الجامعة؟
06 يوليو 2015