وأخيراً انتصر الحب في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم قبول فكرة زواج المثليين في المجتمع الأمريكي، وسمحت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية للشواذ جنسياً بالزواج بكل حرية. طيب، هذا الخبر خاص بالولايات المتحدة الأمريكية «شنو خصنا احنا كمجتمع مسلم وكمجتمع بحريني خاصة»، الجزء المرتبط بهذا الخبر هو أن الأفكار الغريبة مثل فكرة حرية الإنسان وحقوقه في التحول إلى الجنس الذي يتنماه، تكون دائماً فكرة وحلماً تراود فئة محدودة من الجنسين، إلا أن هذه الفئة استطاعت بعد سنوات من العناء والمطالبة بحقوقها أن يتقبلها مجتمعها، الأمر الذي جعل أفرادها يطالبون بمزيد من الحريات في بلد الحريات، إلى أن قبلت الحكومة الأمريكية مؤخراً فكرة زواجهم، المشكلة القادمة التي سوف تتولد بعد ذلك هي في تبني هؤلاء الشواذ قضية كل شاذ يريد الزواج من بني جنسه في جميع دول العالم، بل إنهم سوف يدعمون قضيتهم حتى ترضخ الدول الصغرى والفقيرة بهذا الأمر بحجة حقوق الإنسان. بعض المسؤولين في القطاعات المختلفة في المملكة، لا يعترفون بأن أعداد الشواذ جنسياً في ازدياد مستمر، بل إنهم لا يريدون تداول هذه القضية في وسائل الإعلام المختلفة، ودائماً يشيرون إلى أن هذه الفئة لا تمثل ظاهرة في المجتمع المحلي، فمتى يريد هؤلاء المسؤولون الاعتراف بأن هناك مشكلة ويجب الحد من انتشارها، إلى متى تسكت الجهات المعنية عن هؤلاء؟ هل إلى أن تكبر المشكلة ونستسلم؟ أم عندما تعلن الحكومة بزواج المثليين وتنشر الرذيلة في المجتمع جهاراً؟ «والله سبحانه وتعالى يلطف بنا جميعاً بعد ذلك». مشكلة بعض المسؤولين أنهم لا يختلطون مع جميع مكونات المجتمع، ويكتفون بالتواصل مع المسؤولين رفيعي المستوى أمثالهم، بل إنهم يترفعون على أن تكون هناك روابط وتواصل مع الناس العاديين حتى من باب المجاملة الإنسانية، لذلك تجدهم يستنكرون بعض المشاكل حتى وإن كانت بسيطة بذريعة أنها لا تمثل ظاهرة، فمتى يعي هؤلاء أن كل مشكلة صغيرة تتفاقم وتصبح كارثة كبيرة، ومتى يخاف المجتمع بكل شرائحه على أنه لربما لا قدر الله قد يطالب أحد أسرته بأن يتحول جنسياً أو المطالبة بزواج المثليين. القصص التي وردت في القرآن الكريم، لم تذكر عبثاً أو في سياق حادثة ما، بل إن كل قصة فيها من العبر التي تدعونا بأن نتعظ وأن نقف لنعيد حساباتنا ونصحح مسارنا وأوضاعنا، امرأة لوط أهلكها الله ليس لأنها خانت سيدنا لوط عليه السلام الخيانة الفعلية، وإنما كانت خيانتها في أنها تعين قومها على فعل الفواحش وتشجعهم على ارتكاب هذه الأفعال المشينة وتعتبره أمراً مسلماً، العبرة من ذلك أننا لا نريد لمجتمعنا المسلم أن يأخذ مفهوم الحريات بمعنى الإباحية في كل شيء، ولا نريد أن تلوثنا أفكار مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية الهادمة مثل زواج المثليين، ولا نريد أن يسلط علينا الله عز وجل عذابه لأننا رضينا أو شجعنا أو حتى سكتنا على ارتكاب الفواحش.أدعو جميع الجهات المعنية بأن تبادر من الآن بأخذ الأمر بجدية تامة بل عليها أن تضع جهودها وخططها للحد من انتشار الشاذين والمتحولين جنسياً بين مجتمع البحرين، ومن ثم وضع خطط أخرى بديلة تقطع بها جذور وبؤرة الفساد والانحراف الجنسي، فالشذوذ الجنسي ليس فطرياً أو في الجينات كما يدعيه البعض بل هو انحراف عن فطرة الله، ونحن كمجتمع متماسك نرفض أن تنتشر بيننا الانحرافات الجنسية حتى وإن لم تمثل ظاهرة.